في التصميم أو حتى بمجال التسويق وفي حياتنا اليومية نحن محاطيين بالألوان، وقد يكون لكل لون دلالة، فمن خلال خبراتكم ما هي سيكولوجية الألوان وما هي دلالاتها وكيف نستخدمها في مجال التصميم، وما هو لونك المفضل ولماذا؟
سيكولوجية الألوان، ما هي وكيف نستخدمها في التصميم؟
مرحبا بك
سيكولوجية الألوان في رأي تعني التأثير النفسي الذي يسببه رؤية كل لون على الأفراد ، وهي نظرية مهمة جدا وتستخدم في العديد من الأشيا مثل تحليل الشخصيات وعلم التصميم والتسويق لما لذلك من تأثير على الحالة النفسية والمزاجية للفرد.
لكل لون تأثيره ودلالته الخاصة فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- اللون الأحمر: له تأثير ناري دافيء ويمكن أن يرمز إلى النار أو الحرارة أو الحب.
- اللون الأزرق: له تأثير مائي بارد ويمكن أن يرمز إلى الماء والجليد والبرودة كما يرمز للصفاء والنقاء وراحة البال.
- اللون الأخضر: يرمز إلى الطبيعة والنباتات والسكينة.
وطبعا يتضح لنا من ذلك أهمية استخدام الألوان عند عمل التصميم أو حملة تسويق فلابد من استخدام الألوان والتي تتفق وتأثيرها مع المنتج أو الهدف المراد الوصول له فعلى سبيل المثال إذا كان هناك منتج عبارة عن مشروب مثلج يتم استخدامه بشكل أكبر في فصل الصيف والحر فإنه لابد أن يراعى استخدام درجات اللون الأزرق لما لها من تأثير بارد يتفق مع طبيعة المنتج المراد تسويقه.
أما عن نفسي فأنا أفضل اللون السماوي لأنه يعطيني احساس بالهدوء والسكينة والجو المعتدل وهو ما يتفق ما طبيعتي نوعاً ما.
تحياتي
اللون الأحمر: له تأثير ناري دافيء ويمكن أن يرمز إلى النار أو الحرارة أو الحب.
إذا كانت هذه دلالة الأحمر فما هو سبب اختيار اللون الأحمر في حالة زر الاشتراك أو التنزيل أو ما يشبهها من أفعال أو توجيه للعمل الفعلي في اليوتيوب أو مواقع الشراء أون لاين؟
فعلا يا مريم، اللون الأحمر "مستفز" جدًا، يدفعني إلى الضغط على الإشعار ورؤية ما بداخله في نفس اللحظة.. أشعر وكأني مهما حاولت تجاهله تستمر عيناي في الاتجاه نحوه، أنا من الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يظل الإشعار قائمًا دون فتحه.. أظن كذلك أنه لو كان باللون الأخضر مثلا لما اهتميت بهذا القدر.
الاجابة تكمن في كلام رغدة هذا اللون قد أثار فضولها وجعلها تضغط علي الزر أو الايقونة ليختفي هذ الاشعار بهذا اللون الذي استفزها وهو المطلوب بالضبط من قبل الشركة وقد حققت هدفها فالتأثير هنا نفسي بحت.
بل حتى في الطعام يا صديق! يقال أن العين تأكل قبل الفم، فكيف بالألوان في حياتنا كلها ؟ و خصوصًا على صعيد التجارة و التسويق و تنسيق بيوتنا؟
للألوان قيمة و تأثير لا يقل أهمية عن المحتوى المراد التسويق له أو شكل كرسي معين تريد وضعه في غرفتك، بل تنسيق الألوان هو ما يجذب العين قبل الفكر، و إن كان التناسق محسوسًا و جذابًا و مريحًا للعين، أصبحت السلعة منافسة و مغرية.
نجد في الألوان ما هو ذو التدرجات أو monochromatic و ما هو الألوان المتجاورة في الدائرة، و كل منهم فيه التناسق، كما تحيط بنا في كتب و دروس نظريات الألوان في كلية الفنون أو حتى على الإنترنت، كما تلعب الألوان دورًا هامًا في مراكز إعادة التأهيل النفسي لضمان نجاح عملية العلاج كذلك. و أذكر شيئًا مضحكًا بالفعل، أن اللون الأبيض تم استخدامه في أحد حقب الزمن المتوسط للتعذيب ، عن طريق سجن الناس في غرف بيضاء فقط حتى يفقدوا عقولهم و يصيبهم الجنون!
أما عني فإني أجد اللون الأزرق و الأخضر بجميع درجاتهم مفضلين لدي.
يعتقد علماء النفس أن تأثير الألوان يكون مباشر غلى الإنسان ونفسيته، وفي دراسات أُجريت لتأثير الألوان على الأشخاص، ظهر ارتفاع معدل نبضات القلب وضخ جرعة أدرنالين عند رؤية اللون الأحمر، وأن الألوان الدافئة عدة مشاعر مختلفة تتراوح بين الراحة والدفء إلى العداء والغضب؛ أما بالنسبة للألوان الباردة فظهر أنها تبعث الإحساس بالهدوء والحزن، تقليل إجهاد عضلات العين، وتساعد في تخفيف التوتر والضغط. وبهذا فإن تأثير الألوان يكون على جميع جوانب الحياة إذ ترتبط وتؤثر على العاطفة، الحالة الذهنية، والحالة الجسدية.
وكيف نستخدمها في مجال التصميم، وما هو لونك المفضل ولماذا؟
يُعد اللون أقوى أداة في التصميم تؤثر على كيفية إدراكك الأمور، يستخدم المصممون الألوان لجعل التصميم والموقع لزيادة الجاذبية البصرية وزيادة التنظيم. ويشرح المختصون الألوان الأساسية وخصائصها:
- اللون الأحمر يؤثر على العاطفة والطاقة، ويميل إلى العدوانية والهيمنة.
- اللون الأخضر برتبط بالطبيعة.
- اللون الأزرق برتبط بالجدارة بالثقة والولاء والحكمة والهدوء والسلام، كما يرتبط بالبرودة والبعد. ويُستخدم في شعارات الشركات لأنه يوصل الاستقرار والموثوقية، النظافة والأمان.
- اللون الأصفر يرتبط بالدفء والإبداع وينقل السعادة والتفاؤل.
- اللون الأرجواني يرتبط بالملكية والثروة، يمثل الرفاهية والأرستقراطية.
- اللون البرتقالي لون دافئ ومبهج ترتبط بالتفاؤل، ويساعد في إبراز الطبيعة التنافسية.
كما تُستخدم في مجال التسويق فهي تساعد في ربط اللون بحالة إيجابية أو سلبية وزيادة الثقة، بث مشاعر الهدوء والطاقة التي ينقلها المسوق للفئة المستهدفة.
بالنسبة للوني المُفضل الأسود، برأيي يُبرز جنال أي شيء ويُضيف عليه الغموض والأناقة في نفس الوقت، الأبيض لأنه نقي ويدل على تفاؤول وبدايات جديدة، وأيضًا اللون الأحمر فيه صفات جاذبية، قوة، ودفء.
الألوان تمثل الكون الذي نعيشه فنحن نعيش في محيط لوني تتغير ألوانه باستمرار، وقد تعلق الإنسان من اللحظة الأولى لوجوده بالألوان، واستخدمها في مصنوعاته وجدران مسكنه.
أما بالنسبة سيكولوجية الألوان أو علم نفس الألوان فتشير إلى الدراسة العميقة والمعقدة للتأثير النفسي للألوان في ذهن كل من يراها فلأدمغتنا الصغيرة تفاعلات غير مفهومة مع الألوان تجعلنا نميل نحو ألوان معينة في حين تطرد بعض الألوان أعيننا بعيدا بشكل لا واعي، وفي تصميم موقعك الإلكتروني، للألوان دور كبير في الإبقاء على جمهورك من المستهدفين في موقعك أو حثهم على اتخاذ الإجراء المطلوب منهم لذا فهم دور الألوان النفسي مهم جدا قبل أن تبدأ في تصميم موقعك الإلكتروني لأن لك لون دلالته في توجيه عين القارئ أو القيام بوظيفة معينة محسوبة.
لذلك أعتقد أن للألوان وسيكولوجيتها جوانب وراثية لنا في المقام الأول ، تليها جوانب بيئية فمثلا قد نجد قري في اليونان تجاور البحر كل المنازل باللون الأبيض مع بعض الزرقة بلون البحر هذه جوانب بيئية مكتسبة من البيئة .
وقد يكون الأمر له جوانب ثقافية متعلقة بثقافة الشخص واطلاعه على ثقافات الغير حينها سيكون المجال أوسع أمام هذا الشخص لاختيار ألوانه .
وقد تكون له جوانب نفسية متعلقة بحب الشخص للون معين ، وتضايقه من لون أخر .
وسيكولوجية الألوان تجمع كل ما سبق .
زميلنا @AhmadRagab يمكن أن يعطينا إجابة تخصصية بناءً على خبرته
الألوان بكل تأكيد لها دلالات وتأثيرات نفسية مختلفة على الأشخاص وعواطفهم ، وإن كان اللون في الحقيقة ما هو إلا تأثير ينتج على شبكية العين يعتمد على أطوال موجية وترددات منعكسة من الأجسام ، لكن هي صفة تميز الأشياء من حولنا ، وهذا ما تعنيه بالضبط سيكولوجية الألوان باعتبار أن الألوان لها تأثيرات قوية على الحالة النفسية للأشخاص وعواطفهم وردود أفعالهم وليس مجرد موجات كهرومغناطيسية واهتزازات فقط .
أنا أؤمن كثيرًا بتلك السيكولوجية ، فأجد ألوانًا تبعث في نفسي الفرحة والسرور ، وألوانًا أخرى تُعبر عن الحب ، وأخرى تنشر حالة من القلق والاضطراب ، وأخر به حزن وكآبة .
وبكل تأكيد فعلى المصمم بالذات الاهتمام بتلك الدلالات ، لأنها تساعده على إنشاء تصميم مُعبر بالفعل ، فلا يستخدم اللون الأسود للإعلان عن خبر سعيد ! فأجد في تلك الدلالات الآتي :
- اللون الأسود المُعتم يُعبر عن الحزن والتهديد والعتمة ، حتى أنه من المعروف أنه يُستخدم للإعلان عن حالات الوفاة والحداد ، هو كذلك يتناقض مع اللون الأبيض عند الأغلب ، فنرمز للأبيض بالخير والأسود بالشر .
- اللون الأبيض يُعبر عن الفرح والسلام والتفاؤل ، فيُلاحظ استخدامه في المستشفيات لأنه يبعث روح الاطمئنان داخل نفس المرضى ، ويُساعد كذلك على الاسترخاء والهدوء .
- اللون الأحمر يُدلل على الشجاعة والثورة بل حتى العواطف ، لون حماسي يُفضله الكثير من الناس ، به إحساس الحرارة والدفء .
- اللون الأزرق هو لون يُوحي بالراحة النفسية والشفافية وهدوء الأعصاب .
بالنسبة لي ، فليس لدي لون مُفضل ، ربما أميل إلى اللون الأصفر بعض الشيء .
كما أنني أعتقد أن اعتياد الناس على استخدام الألوان في مناسبات معينة هو ما جعلها تحمل تلك الدلالات ، ماذا لو كنا نستخدم اللون الأسود للتعبير عن الحب والأحمر لإعلان الحداد ... ربما توارثنا تلك الاستخدامات بمرور الوقت ، هل تتفقون معي ؟
اعتياد الناس على استخدام الألوان في مناسبات معينة هو ما جعلها تحمل تلك الدلالة، ماذا لو كنا نستخدم اللون الأسود للتعبير عن الحب والأحمر لإعلان الحداد
بالطبع اعتياد استخدامنا لون ما في مناسبة ما زاد الشعور بدلالته، لكن في الأساس أثره نفسيًا ويعبر عن ما في داخلنا، في يوم مثلًا نستيقظ بتفاؤول نذهب تلقائيًا للملابس ذات الألوان الفاتحة والعكس صحيح. وأيضًا في الهند الأبيض يكون لون الحداد والمتعارف عندنا الأسود وهذا لا يمنعنا من استخدام اللونين باستمرار دون الشعور بالحداد مثلًا.
كما أنني أعتقد أن اعتياد الناس على استخدام الألوان في مناسبات معينة هو ما جعلها تحمل تلك الدلالات ، ماذا لو كنا نستخدم اللون الأسود للتعبير عن الحب والأحمر لإعلان الحداد ... ربما توارثنا تلك الاستخدامات بمرور الوقت ، هل تتفقون معي ؟
بتأكيد أتفق معك في هذه النقطة وهذا ما درسنا في الحقول الدلالية وعلم الدلالة حيث ان بعض الأشياء تكتسب معاني وتبقى ملازمة لها وايضاً الموضوع نفسي بعض الشيء فكل شخص يعبر عن الشيء حسب حالته النفسية
اضافة لما قاله الزملاء في التعليقات أعلاه، احب أن اضيف فكرة صغيرة ، وهي أن الألوان هي بوصلة طبيعية ومؤشر حيوي أساسي في كل شيء ليس في الاطعمة والالبسة والمنتجات فقط، بل في كل شيء حرفيا، بدأ من التفاعلات العضوية في أجسامنا الى النجوم والمجرات، لذلك يعتمد فهمنا للعالم على مدى قدرتنا على رؤية الألوان والتجاوب معها، ومن هنا ضهرت فكرة سيكولوجية الالوان التي هي فكرة متأخرة جدا في الحقيقة، يمكن ان نجد لها جذور عميقة جدا في الفكر الإنساني في الحضارات البداية من الكتابات المسمارية والنقوش على الحجر والكهوف لليوم .
بسبب اهمية الالوان وقيمتها في كل شيء خصوصا في التسويق والمبيعات ...اليوم توصل العلم الى امكانية رؤية الالوان بالصوت ، والاحساس به باللمس، ففي محاضرة شهيرة في ted يشرح احد المحاضرين كيف ان الالوان اقوى حتى من الصوت واللمس في بعض الاحيان .
وما هي دلالاتها وكيف نستخدمها في مجال التصميم، وما هو لونك المفضل ولماذا؟
ليس لذي لون مفضل، احب جميع الالوان ولا اعتقد انه يمكنني ان اشعر بالاستقرار او الطمئنينة في غياب لون من الالون، لكني أميل نوعا ما ربما الى الألوان الحيادية الابيض والأسود بشكل اكبر من غيرها.
اما عن دلالات الألون فحسب قراءتي المختلفة من مصادر متعددة اجد انه يختلف في تأويل دلالتها من جهة لجهة، فهنا مثلا من يفسر اللون الاسود على أنه لون الحياد والرسمية، واخر يفسره على أنه لون العموض والاتساع المطلق، وهناك من يعبره لون تشاؤمي يعبر عن التسلط والاستبداد ..
سيختلف فهمنا للألوان من مجال لمجال وحتى من عصر لأخر ففي مجال الادب تأخذ الالوان جانبا مبهجا وشاعريا قد لا نجده في تأويل تفاعلات الليولوجية مثلا، فاللون الاحمر في الشعر لون الحب، وفي الفزياء لون التأكسد، وفي الطب لون الحياة، وفي السياسة العنف...
وهذا علينا ان نعود لتفسير الالوان حسب مجال البحث والعمل
توجد علاقة مباشرة بين الحالة النفسية للمستقبِل (وهو الإنسان) والألوان. تمثّل الألوان تردّدات بكل تأكيد، فهذه المعلومة أصبحت شائعة للغاية في العصر الحالي. وعلى الرغم من أنها تثبت لنا أن بيولوجيّتنا وإنسانيتنا تخدعنا وتصوّر لنا ما تريده، فإنها في المقابل تمثّل علاقة غير مباشرة بين التردّدات الموجية للألوان والمركّبات الكيميائية في جسم الإنسان، والتي تؤثّر على نفسيتنا وتسبّب النتيجة المقنعة.
في هذا السياق، يمكن لعلماء النفس أن يقوموا برصد مجموعة من التصنيفات لتأثيرات الألوان، مما يضعها في قوالب جديدة خاصة بها في إطار مختلف أنواع الفنون، مثل السينما، والمسرح، والشعر، والرسم، والتصوير.. إلخ. وهذا هو ما حدث بالفعل. وفي هذا السياق تنمو العلاقة التالية:
بتفاعل الإنسان مع الطبيعة من جهة واللغة من جهة أخرى، دفعونا إلى الحصول على مردود نفسي ومزاجي من خلال كل عملية استقبال لكل لون على حدة، والتي تتمثّل على سبيل المثال في تأثيرات الألوان التالية وانعكاساتها على نفسيّتنا:
- الأسود: القوة والغموض.
- الأحمر: الغضب أو القوة أو الطاقة أو الحماسة، وذلك تبعًا لأسلوب استخدامه.
- الأزرق: الثقة والجدّية.
- الأبيض: التفاؤل والحرية.
- الأخضر: الطموح.
تتبدّل هذه المفاهيم من موقف إلى آخر ومن واقع إلى آخر ومن شخص إلى آخر بالطبع. لكن الرصد من هذه الزاوية، حتى وإن لم تكن مشترك بيننا جميعًا، يبيّن لنا مدى تأثير استخدامنا للون بعينه على المتلقّي، وكيفية التأثير عليه باستخدام كلمة اللون من جهة كعنصر لغوي، واللون نفسه من جهة أخرى كعنصر بصري.
مرحبا
سيكولوجية الألوان تسمى أيضًا ب علم نفس الألوان، وأعتقد أنَّ هذا يعني أنَّ كل لون له تأثيره على نفس الإنسان، وتعتبر نظرية مهمة جدًا في عالم التسويق والتصميم، فكل لون يرمز إلى شيئ معين. فلنأخذ على سبيل المثال
اللون الأبيض: يرمز إلى النقاء والنظافة والإخلاص
اللون الأحمر: يرمز إلى الحماس والقوة والحرب
اللون الأسود: يرمز إلى الغموض
اللون الأخضر: يرمز إلى الطبيعة والأشجار
اللون الأزرق: يرمز إلى الراحة النفسية والهدوء
وبرأيي، يجب اخيار وتنسيق الألوان بكل عناية عند استخدامها في مجال التصميم والتسويق، لأنها ستعكس المنتَج أو الخدمة التي تروّجون لها.
وبالنسبة لي فلوني المفضل هو الأزرق لأنه يدل على الراحة النفسية وأنا بطبيعتي أحب الراحة والهدوء.
فمن خلال خبراتكم ما هي سيكولوجية الألوان وما هي دلالاتها وكيف نستخدمها في مجال التصميم، وما هو لونك المفضل ولماذا؟
الألوان لها معاني ورمزية مهمّة في التّصميم، يمكننا إستحضارُ المشاعر وخلقُ مزاجٍ معيّن للمشاهد عبر رؤيته للتّصميم، لو نظرنا كذلك لجانب التّسويق يمكن أن تؤثّر الألوان المختلفة على سلوك المستهلك، أمّا بالنّسبة للمصمّمين فمن المهم فهمُ سيكولوجية الألوان ومعاني كلّ لون واستخداماته بشكل فعّال لتوصيل الرّسالة المقصودة، أفضّل الألوان الباردة على الغامقة والألوان التي لا تجذب كثيرا، لكوني لا أحبُّ لفت إنتباه النّاس وأنا أسير في الشّارع.
يمكن تبيان أنّ سيكولوجية الألوان في التصميم هي الدّراسة النفسية للألوان وأثرها على الشخص الذي يشاهد الصورة أو التصميم فكلّ لون يشير إلى مجموعة من المشاعر والذّكريات والأحاسيس المختلفة.
الألوان الغامقة كالأسود تُشير إلى الحزن والإكتئاب، في حين أن الألوان اللّامعة مثل الأصفر والأخضر تُشير إلى الأمل، الألوان الحمراء تُشير إلى الغضب والشغف، والألوان الزّرقاء تبعثُ في نفسنا الشّعور بالهدوء.
لكنّي شخصيا لا أحبّ ربط هذه السيكولوجية بالملابس، وللأسف يربطها الكثير بذلك، فمثلا يقال فلان يلبس الأسود لأنّه كذا وكذا، أنا أحترم أذواق النّاس وقد يكون وصف لون ملابسهم حسب هذه السيكولوجية ظالما وجارِحا لهم، فلكلٍّ ذوقه الخاصّ به.
ما هو لونك المفضل ولماذا؟
بعد قرأت ما تم ذكره لقد أجمل زملائي جميع النقاط وأنا أتفق أن الجانب النفسي ينعكس على تفسيراتنا وألواننا المفضلة .
بانسبة لي اكتشفت مؤخراً أن كل ما أقبل على شيء ويعحبني يكون باللون البنفسجي الأرجواني لا إرادياً أميل له وأنا صغيرة كنت عندما أسأل أعطي إجابة باللون الأسود لأعكس أن شخصيتي عميقة وحزينة .. فموضوع الدلالات فعلاً مرتبط بشكل كبير في ذاكرتنا .
ارتباط الألوان بعلم النفس
على مر العصور أدركت الحضارات القديمة مدى أهمية الألوان، فاستخدموا ألوانًا مناسبة لكل تصميم، فتجد المصريون القدماء قد اهتموا باللون الذهبي والأصفر لما فيهما من قيمة عالية في نفوسهم، وحضارات ركزت على اللونين الأخضر والأبيض لمكامن وصف الطبيعة بهما.
أما الآن فقد تحول الأمر من كونه مجرد تعبير لما يُرى أنه الأفضل إلى علم كامل ودراسة؛ لما يوجد لكل لون من تأثير على النفس بعد الإنعكاس على العين.
- اللون الأخضر ارتبط في الأذهان بالصحة والرخاء والطبيعة، مما لفت نظري لهذا اللون هو استخدامه بكثيرة على العملات الورقية، بالإضافة لاستخدامه في الزراعة والحفاظ على البيئة والسلامة.
- اللون الأحمر أعتقد أنه أكثر الألوان استخدامًا في التصاميم، لأنه من الألوان القوية التي تجذب العين بسرعة، ولقدرته العائلة على الجمع بين أكثر من شعور، مثل الحب، الغضب، الخطر، القوة وغيرهم.
- اللون الازرق هو أكثر الألوان مساحة، حيث السماء والبحور ولا أكبر منهما، فيشير للقوة، الحكمة، الذكاء، الهدوء، له قدرة هائلة بطوله الموجي على إقناعك في استخدامه في العديد من التصاميم والأفكار.
- اللون الأسود هناك من يستخدمه فقط في الدلالة على الحزن، لكن على النقيض فإنه أفخم الألوان حين يرتبط الأمر بالقوة والثقة.
- الأبيض يرمز للخير والاستقرار والسلام، لذلك يستخدم بكثرة في أعلام الدول.
أرى أن هؤلاء الخمس ألوان هم الأقوى عن جدارة، لكن قبل أن تختار أيهم تستخدم عليك تحليل الشيء الذي ستستخدمه فيه، لتبرع في ربطهما واختيار الأنسب.
حقا يبدو أن لكل لون ارتباط ما بالطبيعة والحياة ومن ثم فله دلالة بعينها أو مجموعة دلالات، منها على سبيل المثال وهو من واقع استقراء شخصي وتحليل لمعاني الألوان واستعمالاتها:
"الأزرق" فيه دلالة على البحر والمياه ومن ثم فهو مناسب تماما بدرجاته على الدلالة على "حياة البشر" سواء الحقيقية أم الافتراضية الإلكترونية ولذا فمن الملاحظ اختياره للدلالة على كثير من مواقع التواصل البشري على الإنترنت (فيسبوك - تويتر- لينكدإن- الوورد - الويندوز نفسها - ...) ودرجات الأزرق من الممكن أن تدل على مدى العمق (الغميق) أو الشفافية وهكذا.
"الأخضر" فيه دلالة على الزرع والخضرة وبالتالي فيه معنى النمو والازدهار ولم أفهم لماذا لم يستعمل بالقدر الكافي في مواقع وبرامج الإنترنت هكذا.
"الأحمر" فيه معنى التـأجج فهو يثقافات وحضارات عدة هو لون النار، ومن هنا كان استعماله للتعبير عن المشاعر والأحاسيس الرقيق منها والخطير (فهو يستعمل للدلالة على معنى "التوقف" والاعتبار وأحيانا للحذر وأخذ الحيطة وكثيرا من الأحيان لمعنى "تعدي الخطوط الحمراء" التي لا ينبعي أن تتعدى وهكذا.
"الأصفر" فيه دلالة على "النور" ولذا ففيه معاني الصفاء والنقاء الذهني والروحي في الأغلب وكما أخبرني خالي العزيز زمان وأنا صغير وهو كان خبيرا بالرسم والألوان رحمه الله أنه لون يهديء الأعصاب عند الأطباء النفسيين.
"الأبيض" قد يعتبر المناظر للون الأصفر ولكن للنقاء والصفاء "المادي" هذه المرة (أكثر منها لعالم الروح والمعاني) ولذا يستعمل للدلالة على ما هو نظيف طاهر وهكذا.
"الأسود" ربما من اسمه بللسان العربي الأصيل من السؤود وهي السيادة والزعامة وهو مشهور بالثقافات والحضارات أنه لون الوقار والمهابة ولعله من كون فيه معنى الظلمة والمجهول والإنسان عدو لما يجهله وهكذا.
"البنفسجي" بنظري هو دال على الاستبيان أي بيان الأشياء من بعد دمج وخفاء وذلك لأن فيه دلالة "عسعسة الليل". تعرفون "عسعسة الليل"؟ هي انقشاع ظلمة الليل لما يطلع القمر بدرا بالليل أو قبيل الفجر لما ينقشع الظلام ايذانا بمولد فجر جديد وبزوغ الشمس. (وهو لوني المفضل منذ الصغر بالمناسبة ولم أفهم لماذا إلا بعد هذه الدراسة والتحليل والله أعلم)
وهكذا (مَن يفكر في لون بعينه فيخبرني لعل استطرد معه في تلك المعاني ما شاء الله)
وأشكر صاحب المساهمة في إثارة هذا الموضوع اللطيف.
ولا يفوتنا هنا إلى تامل في جميع صنع الله وإبداعه في كونه "الذي اتقن كل شيء" سبحانه إذ فقط تخيلوا لو كانت الحياة أبيض وأسود من غير ألوان (كما كنا نراها بالسينما والتلفزيون أول الأمر) أو كما هي عند بعض المرضى عافنا الله وجميع المؤمنين.
والحقيقة أنا سعيد للغاية بتعليقات الأصدقاء خاصة إثرائهم بمعاني ودلالات واستعمالات الألوان لأني وجدتها كلها "تؤول"إلى النظرية والطرح حسب الدراسة والتحليل الذي بين يدي هكذا:
فمن قال (أكثر من واحد) أن اللون "الأزرق" مريح للأعصاب يجدون فيه الراحة النفسية (وأن فيه معنى أو مبعث "البرودة") وذلك لأن "البحر" ومنظر المياة عادة ما تجلب هذا الشعور. (ويحضرني هكذا أن اللون الأزرق يعطي معنى "الكثرة" فالبحر أزرق والسماء زرقاء كذلك).
ومن قال اللون "الأحمر" فيه معنى الشجاعة والإقدام فإن ذلك من كونه فيه دلالة على تأجج المشاعر كما ذكرنا بالضبط. (وهنا يحضرنا الالتفات إلى لون "الدم" أحمر وكأن فيه الدلالة إلى أن باطن الإنسان الداخلي كله مشاعر وحماسة تجري طوال الوقت بطول الحياة والتي لا تقف وتخمد إلا مع توقفها)
ومن قال في الأسود والأبيض فيها معنى الحزن والكآبة أو الخوف للأول و الفرح والسرور والثاني وذلك من كونهما فيهما معنى الليل والنهار حيث الأول يبعث على الخوف إلى حد الاحترم (وهو نفس شعور للسادة الذي عندهم سؤؤد يسودون الناس) مع شيء من القلق وربما الكآبة والحزن في حين أن الأبيض لون النهار حيث كل شيء مرئيا واضحا بنظرة واحدة مما يشعر النفس بالراحة والطمأنينة والبهجة والاستمتاع بالحياة وهكذا.
التعليقات