قبلَ يومين احْتَفَلَ العالم باليومِ العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ،إذ لا تزال تُعاني واحدة من بين كل ثلاث نساء من العنف الذي يعدُ أحد أشكال انْتِهاك حقوق الإنسان وفق منظمة الصحة العالمية. حيثُ اختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة موضوع عام 2019 ليكون "لوّن العالم برتقاليا: جيل المساواة ضد جرائم الاغتصاب." حيث يرمزُ اللون البرتقالي إلى رؤية مستقبل مشرق يخلوُ مِن الاعتداءات الجسدية والجنسية والعنف ضد المرأة.
عند كتابتي لهذا الموضوع تذكرتُ قصةَ الفتاة الفلسطينية " إسراء غريب "، التي توفيت قبل ثلاثة شهور نتيجةً للضربِ المبرح الذي تعرضت له على رأسها وذلك وفقا لوسائل الإعلام . ، قلبي يئنُ وعيني تبكي حينما أتذكرها ، وأتذكرُ الظلم والعذاب الذي عاشتهُ تلك الشابة على مرأى ومسمع عالمها المحيط .
دعونا هنا نتحدثُ عن قصةِ هذا اليوم العالمي للقضاء على العنفِ ضد المرأة :
حيثُ قصة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء بدأت مع ثلاث شقيقات، هن "باتريسيا وماريا وأنطونيا،" وهن من عائلةِ ميرابال، كان والدهن رجل أعمال ناجحا وهن يعشن حياة الطبقة الميسورة المستقرة.
تعرضن لعملية اغتيال وحشية في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1960 في جمهورية الدومينيكان، بأوامر من حاكمها وقتها رافاييل تروخيلو، بسبب كونهن معارضات سياسيا لنظام تروخيلو الذي ظل على هرم السلطة في بلاده حتى عام 1961، فارضا سيطرة مطلقة على البلاد.
وبعد انهيار نظام تروخيلو، كرمت ذكرى الأخوات ميرابال، وقامت أختهن الرابعة المتبقية على قيد الحياة المسماة "ديدي" بتحويل المنزل الذي ولدن به لمتحف لشقيقاتها الراحلات يضم مقتنياتهن، إضافة للكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكراهن...
وتكريما للأخوات ميرابال اللواتي أصبحن رمزا للمقاومة والنضال والبسالة في مواجهة العنف ضد النساء، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1999 تخليد ذكراهن من خلال الاحتفال سنويا باليوم الدولي للقضاءِ على العنف ضد المرأة بالتزامن مع يوم وفاتهن...
لا شك أن ظاهرة العنف ضد المرأة من أخطر الآفات الاجتماعية التي تجتاح مجتمعات العالم ولا سيما مجتمعنا العربي ، وللأسف ربع الأُسر في بعض الدول العربية ينتشر فيها العنف بحسب استطلاع حديث لـ "الباروميتر العربي"، والذي يشملُ استخدام العنف من قبل أحد أفراد الأسرة تجاه أخر، وبما لا يشمل العنف ضد الأطفال بحجة التأديب أو العقاب...
وأفاد نحو 25 في المئة من المشاركين في الاستطلاع من اليمن والمغرب ومصر والسودان بإنتشار العنف في الأسر، فيما تقل هذه النسبة في لبنان وتونس والأردن وليبيا.
للأسف عند تعرض النساء لجرائم العنف ، لا تقوم بالشكوى، وإنما تصمت النساء عنها، وتتعرض السيدة منهن للذل أحيانا كثيرة، وتخاف أن تذهب للشكوى أو طلب المساعدة، فهي تخشى تكرار الأذى بوتيرة أقسى، وتخشى إيذاء أهلها إن اشتكت؛ لأن ذلك بنظرهم "فضحية اجتماعية"،.
"طفحُ الكيل" من تعنيف النساء، ولذلك يجبُ علينا توفير سُبل الحماية للنساء في كل زمان وفي كل مكان
وأنهي موضوعي بقول الله تعالى مكرما للمرأة :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) .
برأيكم : ماهي السبل الكفيلة من وجهة نظركم بالحد من العنف الذي يمارس ضد المرأة؟
التعليقات