يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه الروح والجسد:

(أصبح الجسد ماركة مسجلة تروج بها أي بضاعة صورة المرأة هي تعويذة التاجر الذي يرسمها على السجائر والخمور والكاميرات وحتى معاجين الأسنان)

لفت نظري هذا الكلام لأن يعيش معنا بوضوح بل وبشكل أشرس عن الوقت الذي قال فيه الدكتور مصطفى محمود هذا الكلام من عشرات السنين لأن الدعاية التي تستخدم فيها المرأة لتكون مفتاح دخول المرء لشراء سلعة معينة أصبحت ليست مقتصرة على الإعلانات المرئية سواء كانت على مواقع التواصل الإجتماعي أو التلفزيون بل صار الأمر في عمق التعاملات اليومية فعلى سبيل المثال إذا كنت في منطقة تعج بالمطاعم والكافيهات تجد أن صاحب المكان يضع امرأة بلبس متبرج - وهذا شرط أساسي يجب أن يتوفر للعمل- تحاول أن تقنعك للجلوس في هذا الكافية بل وقد تجد أماكن من يقدم فيها المشروبات أمراة مع العلم هذا المكان يتردد في الغالب شباب فقط.

هنا لست اقف على منبر للتقليل من المرأة أو من عملها بالعكس إنما أريد أن تتنزه من كل الأفكار الرأسمالية المتدنية التي تدفعها إلى أن تكون هي السلعة الحقيقة ليست المنتج التي تروج له وتحاول أن تقلل من إنسانيتها ... أعرف أن بعض مجتمعاتنا العربية تعيش في حالة عدم استقرار اقتصادي تدفع الكثير من الفتيات للعمل لكن يجب أن يكون هذا العمل بطريقة تحافظ به على نفسها وكينونتها وتبتعد عن كل عمل قد يجعل منها شكل مادي ومحفز لشراء سلعة ما فالمرأة قدرها أرفع من ذلك وديننا الحنيف وضعها في مكانة تليق به فلا يجب أن تنزل من هذه المكانة لأي سبب كان.