"Love is letting go, in this case."

آخر ما كتبت الفتاة الهولنديّة ذات السبعة عشر عاماً نوا بوتوفين بعدما تلقت الموافقة الطبيّة من طبيبها بإجراء عملية الموت الرحيم لها، الفتاة كانت ضحيّة لعمليّة اغتصاب أدّت بها إلى الإصابة بـاضطراب ما بعد الصدمة.

كما نعلم أنّ نُظم القضاء الحديثة موجهة أكثر نحو إصلاح ما فسد في الجاني حتى فعل فعلته أكثر مما هي موجهة لعقابه جسديّاً، و مع أنّني شخصيّاً مع الفكرتين (فكرة الموت الرحيم و أنظمة الإصلاح لا العقاب) إلّا أنّ قصة الفتاة و رسائلها الأخيرة إلى أصدقائها جعلتني أفكر بالأمر كثيراً.

الرجل المُغتصب قد يكون يتعلّم مهنة جديدة الآن في إحدى دور الإصلاح الاجتماعي ليتابع حياته بشكل طبيعيّ بعد عدة سنوات بينما الفتاة المسكينة عاشت آخر أيّامها في معاناة نفسيّة لا مثيل لها أدّت بها إلى الموت.

فهل كان لعقاب جسديّ ما يوازي عواقب ما حصل للفتاة بعد الاعتداء أن يجعل المشهد أكثر عدالةً حتى لو أنّه لم يُعد الفتاة إلى أهلها و أصدقائها؟ أمّ أنّ النظام القضائي كان يجب أن يتصرّف بالطريقة التي مشت عليها الأمور؟