حسب المدرسة الفلسفية التي تتبعها.
قد تكون لا قيمة لها، و قد تكون بمقدار القيمة التي يضيفها للمجتمع و قد تكون لا تقدر بثمن
قالها سيد الرجال من زمن، أسد الله الغالب سيدنا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه:
"قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسِنُ"
هل حياه شخص يجيد اكثر من شخص قيمه اكثر؟
هناك دقة كبيرة لقول السيد علي رضوان الله عليه "يحسن" بدل "يجيد" أو "يتقن".
الإحسان ضروري جدا لفهم حكمته.
أولا أصبحت ما بعد الحداثة (وهي الروح الفكرية لعصرنا الحالي سواء عرفت ذلك أم لا تعرف) لا ترى الجنون وما نسميه إعاقات فكرية أو عقلية إعاقات وأمراض وإضطرابات بل أصبحت "حالات" أي تنويعات أخرى على الوجود الإنساني. للاستزادة طالع تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي لفوكو.
مختصر الفكرة أن الجنون ليس نقصاً أو إعاقة أو نزولاً عن كون المرء تحت المعيار الصحي العام (لأنه ما من وجود للإنسان الطبيعي واقعياً لكن المجانين كثر) بل هو "حالة" أخرى من حالات الوجود الإنساني، وهي ليست جيدة ولا سيئة بل مجرد حالة تماماً مثل غيرها من الحالات الإنسانية الأخرى.
إذا ما سألنا أنفسنا الآن: ما الذي يحسنه المجانين والمصابون بمتلازمة داون والمضطربون نفسياً والمشلولين والمعاقين إعاقة كبيرة؟
الجواب: تذكرينا بالطيف المتنوع للحالة الإنسانية ووجودها.
سؤال: هل يؤدون ما يحسنونه بشكل كامل؟
تماما.
إذن في المرة القادمة لما ترى فيها مصابا بمتلازمة داون فكر في أنه يذكّرك أنه حالة أخرى من حالات الإنسانية (ليس بالمعنى الخيري والتعاطفي إنما بالمعنى الأشمل الأعم) إنه يشير إلى أنه يمكن للإنسانية ألا تتخلى عن إنسانيتها حتى لو أصبحنا جميعا مصابين بمتلازمة داون فجأة.
العالم وفق حسابات الحاسبين يمكنه توفير الأكل والغذاء لأضعاف مضاعفة لما هو موجود حالياً ودون أي يقوم أحد بعمل أي شيء. يمكن نظرياً أن يغطى كامل البشر بالدخل الأساسي الشامل ودون أن نضطر للعمل يوما آخر. لكن عدم تطبيق ذلك موضوع آخر.
إن من نراهم قاصرين عن كونهم إنسانا طبيعيا يؤدون واجبهم بالكامل ويحسنونه جداً لأن وجودهم نفسه هو كينونتهم وإحسانهم. يتبقى علينا نحن أن نعيد تعاريف ما الجنون؟ وهل هو نقص أم حالة؟ ونقول أن الإنسان الطبيعي أصلا كائن وهمي صنعته النماذج العلمية الرأسمالية لا وجود له واقعيا بينما الحالات المنوعة الأخرى موجودة ويمكننا التعامل معها.
هل حياتي فالسجن اقل قيمه من حياتي خارجه؟ اذا كنت لا اعمل بما احسن داخله
حياتك في السجن إن كانت مثل حياة كارلوس ليسكانو (مؤلف "الكاتب والآخر") وغرامشي والحكيم سقراط وبطل فيلم "الخلاص من شاوشانك" وابن عربي وابن تيمية ونيسلون مانديلا والنبي يوسف عليه السلام -قدر المستطاع- فأنت تقوم بما تحسنه.
لا أعتقد أنّ هناك قيمة للإنسان أو لأيّ كائن (objectively) لكن يمكن أن تكون هناك قيم نسبيّة فلو عدنا لأوروبا التي ضربها الموت الأسود سيُرى الطبيب هناك أهمّ بكثير من أيّ إنسان آخر.
لو كانت البشريّة عبارة عن شاب ما على جزيرة مع رجل عجوز و فتاة و خُيّر الشاب أن يقتل أحدهما فستكون الفتاة أهمّ (لا أعرف إجابة لسؤال من يحدد فيما إذا كانت استمرار النوع شيئاً جيّداً objectively).
إذا كانت قيمة الإنسان منعدمة بما فيهم أنت فلماذا ترهق نفسك بالعيش حتى الآن؟
شيء آخر النسبية الأخلاقية (هي منتج من منتجات ما بعد الحداثة) لا يمكن تطبيقها عملياً وذلك لأسباب منها:
أن النسبية الأخلاقية قد تصلح في ظروف خاصة جدا لما يكون الإنسان لوحده تماما.
بما أن الإنسان في معظم حالاته يعيش مع أفراد آخرين فلا بد من الاجتماع البشري.
لا يمكن قيام اجتماع بشري دون قيم مشتركة.
إن كانت القيم المشتركة تتحول (وهذا بالضبط ما تقوله نظرية الاخلاق النسبية) وجب علينا أن نتخذ الديمقراطية أداة لمعرفة القيم التي يوافق عليها الأغلبية.
وضع استفتاء عن الأخلاق كل شهر غير عملي مثلا استفتاء في دولة نسبية الأخلاق تماما تقول للمواطنين : "الاعدام؟ نعم ام لا؟" الاجهاض نعم ام لا والى ما ذلك. وحتى لو حدث فهناك عدة مشاكل فرعية منها:
أ- أنه لا يمكن تحديد فترة زمنية متفق عليها علميا لعمل الاستفتاءات على الأخلاق فما هو المبرر المنطقي العلمي المبرهن تماما على عمل استفتاء كل شهر أو خمسة عشر يوما مثلاً.
ب- لو تطور العالم وأصبح كل شيء متصلاً وعمل الاستفتاء إلكترونيا كل 5 ساعات مثلا (بما أن الجميع متصلون ويرون) لما كان ذلك مجدياً عمليا لان بعض قضايا الإجهاض والإعدام تأخذ وقتا أطول أي أن بين اختيار القيمة الأخلاقية وتنفيذ ما اتفق عليه مستحيل. وسنصل إلى عالم عبثي بامتياز لم يتخيل أورويل أو مارجريت أتوود مثله قط.
ج- لو أمنا الاختراق السيبرانية فسيقع الناس في ظلم هائل لم يقع مثله في التاريخ. ذلك أن الشعب في يوم يريد اعدام القتلة وفي يوم آخر لا يريد ويوما يبيح المثلية ويوما آخر يشنقهم في الملاعب باتفاق الأغلبية...(للاطلاع على تقلبات الشعوب طالع سيكولوجية الجماهير لغوستاف لوبون (وأنصح بترجمة إكرام صغيري له).
د- تبني نسبية الأخلاق يؤدي إلى فوضى لا مزيد عليها.
بالتالي ثبت بالمنطق أن نسبية الأخلاق هراء لا مزيد عليه، وهي دعوة لمتابعة الأهواء فحسب.
إذا كانت قيمة الإنسان منعدمة بما فيهم أنت فلماذا ترهق نفسك بالعيش حتى الآن؟
حتى الآن أنا شخصٌ سعيد بالحياة التي أملك و راضٍ و انعدام هدف أو قيمة للحياة لا يعنيني كثيراً، سؤالك قد يكون صالحاً لشخص يعاني من السرطان مثلاً، لو كنت ذاك الشخص نعم لكنت بحثت عن طريقة لإنهاء حياتي و لم أتعب نفسي كثيراً.
أن النسبية الأخلاقية قد تصلح في ظروف خاصة جدا لما يكون الإنسان لوحده تماما.
النسبية الأخلاقيّة صَلُحت أم لم تصلُح هو شيء لا علاقة له بصحتها، دائماً ما تُستخدم قسوة العدميّة و عدم صلاحها للإنسان كحجّة عليها بينما في الحقيقة هذا ليس له علاقة بصحّتها و بالطبع من الأفضل أن يكون هناك شيء ما يُحدد ما هو خطأ و ما هو صواب و يعطينا سبباً لنعيش من أجله لا جدال لديّ في ذلك.
بما أن الإنسان في معظم حالاته يعيش مع أفراد آخرين فلا بد من الاجتماع البشري.
نعم هذا ما نسميّه بالعقد الاجتماعي و هو موجود مع نسبيّة الأخلاق أو بدونها، الدول التي حُكمت بأخلاق مُطلقة كالدول الدينيّة أو تلك العلمانيّة التي يحدد عادةً شعبها ما هو خطأ و ماهو صواب.
إن كانت القيم المشتركة تتحول (وهذا بالضبط ما تقوله نظرية الاخلاق النسبية) وجب علينا أن نتخذ الديمقراطية أداة لمعرفة القيم التي يوافق عليها الأغلبية.
أتفق، و نعم الأخلاق مُتحولة من زمن لآخر، في أزمنة ماضية أعتقد الناس أنّ العبوديّة أمر مقبول مثلاً أمّا الآن فهي ليست كذلك.
وضع استفتاء عن الأخلاق كل شهر غير عملي مثلا استفتاء في دولة نسبية الأخلاق تماما تقول للمواطنين : "الاعدام؟ نعم ام لا؟" الاجهاض نعم ام لا والى ما ذلك. وحتى لو حدث فهناك عدة مشاكل فرعية منها:
الديمقراطيّة لا تعمل بهذه الطريقة بالضرورة يمكنك جعل الشعب يختار خيرته ليبتّوا في شؤونه لكن مع ذلك ستظل الديمقراطيّة نظام مَعيب لن يحقق لنا النظام الأخلاقي المثالي.
مئة عام من الآن و أرجح أن ينظر إلينا أحفادنا كوحوش لأكلنا الحيوانات مثلاً
أظنّك تحاول أن تقول أنّ النسبية الأخلاقية تودي دائماً بالضرورة لنُظم معيبة و حلول غير دائمة و هذا صحيح، وجود كيان ما أعلم و أكبر كان سيكون أفضل و أقل كلفة على البشريّة فالوصول إلى النظم الحالية (المعيبة) كلّف الكثير من الدماء.
حتى القيم الأخلاقيّة المُطلقة التي اقترحها سام هاريس المبنيّة على ما وصفه بالـ well being لا يمكن إثباتها لأنّه ينطلق من افتراض إلى وجوب بافتراضه أنّ الـ well being هو شيء جيّد بالمطلق.
كل ما ذكرته صحيح في كون تصميم العقد الاجتماعي بناءاً على أخلاق نسبيّة لن يكون مجدٍ بنسبة مئة في المئة أو أنّه غير قابل للتطبيق عمليّاً بشكل كامل لكنّ ذلك لن يجعل الأخلاق مُطلقة هي فقط حقيقة مرّة و أعتقد أنّ الفوضى التي تتحدث عنها حدثت بالفعل أثناء تطور النظم الأخلاقية أما الآن فنعيش إلى حدٍ ما في سلم.
أنت فقط من يحدد قيمتك
هناك من لا يعرف كيف يحددها. وأيضا قد يكون الإنسان في موضع يجبره على وضع قيمة للآخرين مثلا مدير التوظيف لدى إحدى الشركات، أو عضو في لجنة تحكيم ما، فالأفضل هنا أن تذكر معاييرك أنت لتحديد قيمة الذات وقيمة الإنسان ككل.
بل يظلم نفسه .. ويبخس الناس حقهم
يرى نفسه ميزان الكون ورمز العدل .. من وافق معايره فهو من أهل الخير والجمال ومن خالفها من أهل القبح والشر
والمعاير نسبية حسب ثقافتك وخبرتك
معاير الخير والشر لا يجب أن يخترعها الانسان .. بل يجب أن يقارن الانسان نفسه بمعاير الخير والشر الحقيقية ليعرف موقعه الحقيقى .. وليس بالأخرين.
النفس البشرية تجمع بين دناءة الشياطين وطهارة الملائكة بنسب مختلفة فلو وضع المعاير لنفسه حسب نسبة الخير او الشر بداخله سوف تتأثر هذه المعاير .. وفى كل الأحوال لن تكون صحيحة
أنت تريد وحدة القياس هى .. القرار فى لحظة هكذا أستطيع أن أقيس قيمة شخص ما
وفق موقف ما كيف سوف يتصرف الانسان وما قراره, على هذا الاساس نحن نحدد قيمة الانسان .. فقد ترتفع قيمة شخص قليل الشأن نظير موقف جيد فى توقيت وظروف معينة, والعكس صحيح تماماً
أيضا .. لو قرر الإنسان أن يغير من نفسه فى شئ ما أو يحسن مهارة ما .. أليس هذا سوف يؤثر على قيمته سواء فى نظر نفسه أو نظرة مجتمعه أو حتى نظرة الله أو البيئة والكون ..
أليس القرارات سواء صحيحةاو خاطئة تؤدى لتراكم الخبرات وهذا يعطى قيمة ما
قيمة الانسان تساوي مدى تاثيره.
من زاوية رياضية لا يهم إذا كانت قيمة x تساوي صفر أو مليار مادام لا يوجد شئ يعتمد أو يتاثر ب x
لكن عندما يوجد ما يتأثر ب x يصبح وجود x مهم وذو تأثير على غيره
فمثلا 10 - 01
الصفر على اليمين يغير/يؤثر عل غيره فله قيمة بينما الصفر على اليسار لا يؤثر في شئ فليس له قيمة ويمكن حذفه
التعليقات