رُجت مواقع التواصل الاجتماعي رجًا خلال الساعات الماضية، على خلفية واقعة «طفل البلكونة» والتي انتشرت انتشار رهيب بين جموع المستخدمين، وأثارت ردود فعل غاضبة؛ كونها غاية في الغرابة واللامعقولية.

ودون الرجوع لتفاصيل الواقعة، ما يهمنا هُنا ما كشفت عنه تلك الواقعة من البوصلة المختلة للإنترنت.. بمعنى إننا جميعًا إنتقدنا الأم لتعريضها حياة طفلها للخطر الشديد، وهي ملامة لا خلاف على ذلك، ولكن في الوقت نفسه، يجب أن نأخذ في الحسبان وضعها الاجتماعي.

الأسرة التي حدثت الواقعة بداخلها، هي أسرة فقيرة معدمة جدًا، تقع أسفل خط الفقر، وتعاني شظف العيش.. وهذا يدفعنا إلى التساؤل: هل مُعاناة الفقر تولد قسوة القلب؟!

كل المعطيات تشير أن آفة الفقر صارت أكثر تعقيدًا عن ذي قبل، تقتل الروح وتبلد الإحساس، الفقر هو أسوأ أشكال العنف، ويكاد يكون الفاعل الحقيقي الذي يقف وراء تلك الواقعة.

وعلى الرغم من تأكيد إحصاءات وتقارير البنك الدولي والأمم المتحدة، على إن الفقر المدقع حاليًا يبلغ أدنى مستوى له في التاريخ المسجل، إلا أن هذا غير متحقق على أرض الواقع.

فالفقر مازال ينشر شروره القبيحة في المجتمعات، والتي منها تبلد المشاعر وذبول الروح والقسوة، فيعيش أصحابه في غيمة كبيرة من الغبار، تقضي أي رقة أو حنان للقلب.. فهل توافقوني الرأي؟