محبّة الله تعالى لنبيّه كرّم الله تعالى نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- وفضّله ليس على عموم البشر وحسب، بل وعلى أنبيائه أيضاً، فقد قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)،[١] وقد قال بعض المفسّرين في هذه الآية الكريمة أنّ المقصود هنا هو الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان له التّفضيل في رسالته الخالدة، والدّرجة العظيمة الرّفيعة، وأنّه كان خاتم الأنبياء في رسالةٍ جمعت وشملت ما سبقها من شرائع وأديان، ولقد كان من دلائل تكريم الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم، أن كرّمه في نسبه؛ فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ اصطفَى كِنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطفَى قريشًا من كنانةَ، واصطفَى من قريشٍ بني هاشمَ، واصطفاني من بني هاشمَ)،[٢] ثمّ بعد هذا الاصطفاء أقسم الله تعالى بحياة نبيّه في القرآن الكريم بقوله: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)،[٣] ثمّ اشتقّ الله تعالى لنبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- أسماءً من أسمائه -جلّ وعلا- فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)،[٤] والأسماء: رؤوف ورحيم، من أسماء الله الحسنى.[٥]