امتعاض شديد بمناسبة البدأ بقيادة المرأة

مالم افهمه تحديداً وانا اتصفح تويتر هو التشديد على اهمية الحجاب عند مخاطبة او نصح السائقة =) لا ادري مالعلاقه بين الحشمه والتمسك بالحجاب وقيادة السيارة حقاً ماقدرت افهم وجهة نظرهم.

ولكن عموماً .. كانت هناك عدة فيديوات لنساء في كامل حجابهم ويسقن بشكل طبيعي الى وجهاتهن مع اذاعة القرآن في الخلفية عادي يعني ماصار شي حتى المحافظات اهما بيسوقوا.

انقسم الشارع السعودي في معظمه لثلاثة أقسام بعد إصدار القرار و كلّهم بالنسبة لي مثيرون للحزن و الشفقة:

• المهلل للخبر و المعتبر له بالإنجاز التاريخي: و هذا حزين من ناحية أنّ إعطاء المرأة حق بسيط و بديهي جدّاً يُعتبر إنجاز تاريخي، هذا يُعطي فكرة عن انخفاض مستوى حقوق المرأة في هذه الدولة و يشي بضرورة أخذ خطوات أكبر كالسماح لها بالسفر و رفع الولاية.

• مشايخ الإعلام و السلاطين - اصطلاحيّات داعشيّة - : و هؤلاء نفسهم الذين كانوا يهللون لملوكهم السابقين عند إصرارهم على منع المرأة من القيادة يهللوا أيضاً لقرار السماح لها بالقيادة! و هذا حزين من ناحية أنّ منظري هذا المجتمع لا يملكون موقف، ما يفعله السلطان سيبررونه و يهللوا له، من المحزن بالفعل أن يكون مثل هذا الجهل، الجهيل، الجهول، الجُهل منظرّاً لأي مجتمع أو معتداً برأيه ولا يملك موقفاً ثابتاً بالأصل.

و أنا احترم بالفعل من ثبت على معارضته للقرار من ناحية أنّه يملك موقفاً على الأقل ليس كهؤلاء.

• المصريّن على ضرورة المنع و المحذرين، و هؤلاء تغريداتهم على تويتر مليئة بالوعيد و التحذير من الخطر المحدق بالمرأة و المجتمع بعد جلوس هذه الإنسانة وراء مقود السيارة فتارة يحذرون من انتشار الفاحشة و تارة يحذرون من الحوادث و هذا حزين من ناحية أنّهم يسيئون الظنّ بالمرأة و بقدرتها أخلاقيّاً و ذهنيّاً على إدارة شؤونها و قيادة السيارة بالطريقة نفسها التي يقودها الرجل فهم لا يؤمنون على مرأة تخرج لوحدها كون التلقين المستمر أنّ وجودها لوحدها بدون محرم قد يودي بها إلى ارتكاب الفواحش و الخيانة الزوجية .. الخ

أنا بحق معجب بهذه الخطوات التي تتخذها السعوديّة لكن من الحكمة بالفعل إعادة رسم صورة المرأة في عقل الإنسان السعودي قبل أي شيء علنا نجد المرأة السعودية تنتقل من قيادة السيّارة إلى قيادة الدولة يوماً ما.

يا للسخف..كيف بالضبط سيزداد التحرش مثلاً؟

أفضل مئة مرة أن أقود سيارتي الخاصة على أن أرى الوجوه السمحة التي أراها بالشارع أو الحافلة.

هذا النوع لا نستطيع تسميته بـ"التيار المحافظ" وإنما "المتزمّت" لأنهم في هذه الدرجة من الغلوّ في الدين، وهذا النوع هو ما يمنع إحداث تغييرات جذرية من شأنها رفع مكانة المجتمع ورقيّه وتقدمه.