شهدت مصر قرار ارتفاع أسعار الوقود في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، ليخرج المواطن بعد العيد بباقة مختلفة/مرتفعة من الأسعار في كل شيء.

من البديهي معرفة أن الوقود من السلع الاستراتيجية التي تتحكم في أسعار كل شيء في مصر تقريبًا. فكل سلعة (مثل الخضروات والمزروعات والبقالة والأدوات والمعدات) يتم نقلها بالسيارات التي تسير بالبنزين، وكل خدمة يتم تأديتها للمواطن (وعلى رأسها خدمات النقل والمواصلات) يحتل الوقود مكانه ودوره في تنفيذ هذه الخدمة. أي أن الوقود بالفعل يتحكم في الكثير في حياة الناس، وبالتالي كان من نتائج رفع سعر الوقود رفع أسعار الكثير من السلع والخدمات بالتبعية.

العقبة الرئيسية في حياة الموظف/المواطن المصري هي أن موارد دخله لا تتناسب في الأساس مع مستويات أسعار السلع والخدمات، فما بالك حينما يطرأ عليها الزيادة؟ تلك هي المشكلة. وغالبية شركات القطاعين الخاص والعام لا تهتم أو تعبأ بحال المواطن، فلا يتم عمل أي زيادة في المرتب تتناسب مع ارتفاع الأسعار، ولا حتى مع ارتفاع أسعار المواصلات التي يستخدمها الموظف في الذهاب إلى الشركة كل يوم. أي أن المواطن واقع حرفيًا بين مطرقة الأسعار، وسندان الوظيفة، فأين المفر؟

أين المفر؟ هل من مقترحات

في هذا الموضوع أسعد باقتراحات من لديه أفكار إبداعية خارج الصندوق تعين المواطن على تجاوز الأزمة (أو حتى التعايش معها) بحلول يمكنه تنفيذها بدون أن تؤثر على حياته بشكل سلبي.

على سبيل المثال، حينما تم رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، لجأ بعض المواطنين إلى المواصلات التقليدية مضحيين بالوقت الذي كان يتم توفيره باستخدام المترو. ولكن حينما ارتفعت أسعار الوقود، وأسعار وسائل المواصلات بالتبعية، لم يعد الفارق كبيرًا ليستغله المواطن.

البعض يقترح مثلاً لجوء الموظف إلى استخدام دراجة هوائية من وإلى عمله كوسيلة نقل رخيصة، لا تتطلب وقود، وتعتبر في نفس الوقت وسيلة جيدة للحفاظ على الصحة. إلا أن هذه الوسيلة تناسب الموظفين الذين يقترب مقر عملهم من منازلهم، فبالتأكيد لن تصلح هذه الوسيلة لمن ينتقل من شرق العاصمة إلى غربها، أو حتى مسافة أقل من ذلك. كذلك هي وسيلة غير فعالة، لمن يتطلب عملهم ارتداء زيًا معينًا، سيتعرض حتمًا للتراب والعرق من طول المسافة، واستخدام الدراجة. ناهيك بالطبع عن خطورة استخدامها في المدن المزدحمة.

كذلك اقترح البعض استخدام سيارة واحدة لزملاء الشركة الواحدة أو منطقة العمل الواحدة، واقتسام أجر الوقود بشكل متساو .. هذا مجرد مقترح مع مناقشته وتفنيده كمثال على خط السير المقترح لهذه المناقشة.

أرحب بكل الأفكار التي تعالج هذا الموضوع، حتى الغريب منها. فبالتأكيد يمكن الاستفادة من الأفكار الغريبة مع بعض التطوير والتعديل. كذلك أشجع على تقديم التجارب التي نجحت بالفعل في بلدان أخرى عانت من نفس الظروف ... والشكر مقدم لمقترحاتك مقدمًا.