لماذا مستوى النقاشات في القنوات العربية متدنٍ ؟

ايضا ربما تكون القناة داعمة لمستوى ذلك النقاش وتتعمد جلب واستفزاز الضيوف ..وايضا ربما يعتمد على خلفياتنا الثقافية حول ذلك

إن كان من الهين أن نتبع خطاهم فلماذا لا نفعل ذلك ؟

اعطيك مثالا ..برنامج حوار لندن على قناة الحوار ..حقيقة مستوى النقاش والهدوء واحترام الاخر كبيرة جدا ماجعلني اتعجب اهولاء عرب؟ ! .مقارنة بالشائع من مستوى النقاشات

اعتقد أن الخطأ يبدأ من القنوات التى تستضيف الأشخاص من دون بحث كافي للتأكد من اهليتهم للنقاش.

أظنك يجب عليك أن تشاهد نقاشات التي تعرض في dw ...هم عرب أيضا و لكن نقاشاتهم راقية جدا , لا أعلم ما الفرق و لكن هناك شيء.

أظن أن الحل هو عن طريق إستضافة مقدم صحفي محايد , و ليس مع طرف.

الفوضى عنواننا و شعارنا و نبراسنا و هذا سبب تخلفنا في جميع المجالات ،،

طبعا لا نعمم هناك شخصيات تستحق وقفة إجلال لاحترامها المتبادل في النقاش

يا ليت القنوات تحسن انتقاء تلك العناصر لإضفاء عنصر الحيوية والاحترافية في القناة

فعلاً مشكلة !

من المفروض ان تكون كمية الوعي والثقافة متناسبة مع الادب والذوق العام

سأجيب عن السؤال الأوّل من وجهة نظري :

• سبب تلك المناوشات و الفوضى و العقم هو مستوى الضيوف الّذي يتناقشون : إمّا يأتون بضيوف ذوي مستوى محدود في النّقاش ( ليس بالضّرورة أن يكون لهم مستوى ثقافي محدود ) .. و أغلبهم تحرّكهم إيديولجيّات معيّنة أساسها إقصاء الآخر مهما كان.

إمّا يأتون بضيفٍ واحد فقط من ذلك المستوى فيستفزّ الأطراف الأخرى و يجرّهم إلى الفوضى.

الصحيح أن هذا هو مستوى النقاش في الإعلام الناطق بالعربية سواء كانت قنوات عربية أم أجنبية.

لماذا نقاشاتنا عقيمة هكذا ؟

ما نراه من مستوى متدنٍ في النقاش هو انعكاس لثقافة الحوار في المجتمع. جرب أن تتناقش م مجموعة (خصوصاً مع مجموعة من كبار السن الذين هم أقل ثقافة) تجد هذا النوع من الحوارات، يمكن اختصاره بكلمة غوغاء.

كيف نجعل النقاش العربي يرتقي قليلا ؟ وكيف نقنع الأطراف باحترام أدب النقاش ؟

هنا أطرح رأيي الشخصي و لعل كثيرون يختلفون معي. مشكلة برامج النقاش محدودية الوقت، و المشكلة الأكبر أن كل يريد طرح رأيه في الوقت القليل هذا. الأفضل إتاحة جلسات نقاش مطولة و كل يتكلم بحرية، لأن هذا الوضع المناسب لمجتمعاتنا.

لو نشاهد نقاشا غربيا سنجد الأمر مختلفا نوعا ما، فما الذي جعل نقاشاتهم أفضل من نقاشات العرب ؟ وإن كان من الهين أن نتبع خطاهم فلماذا لا نفعل ذلك ؟

ليس الغرب فحسب، بل حتى نقاش الآسيويين أكثر فائدة من نقاش مع أحد من مجتمعاتنا. المشكلة أساساً مشكلة ثقافة تتفرع منها بقية المشكلات. لاحظ أن ما يحصل في مجتمعاتنا من غلبة رأي أوحد سياسياً و دينياً و اجتماعياً بحيث لا يوجد تقبل لاختلاف الآخر. ما يحصل نتيجة حتمية لهذا. أجد تقبل الاختلاف نقطة البداية لحل المشكلة.

هناك عدة أسباب:

• القنوات الغربية الشهيرة (لا المحلية، ففي المحلية مصائب أيضا) لا تستضيف من هب ودب، فهي لا تستضبف طرفان عبارة عن شخصان عاديان من جهات متنازعة تتحارب بالسلاح على أرض الواقع... وعندما تستضيف من يتحاربون إديولوجيا، فأنت ترى العجائب.

• المشاهد العربي أكثر تقبلا للأمر. هدف المناقش هو إقناع المشاهد، وما دام المشاهد لن ينقص نقاطا لك على مقاطعتك للآخر فلا بأس. نفس الشيء يحدث في الثقافات التي لا تكثرت للأمر مثل بريطانيا، أكثر من ذلك برلمانهم أشبه بالسوق، نفس الشيء، لكنكم تحبون الكفار وستقولون أنهم يفعلون ذلك لصالح الشعب كما تقالون أن ملاكمات اليابانيين في البرلمان هي لصالح الشعب وحبا فيه.

أغلبُ ما رأيتُ من النّقاشات الفيزيائيّة على أرض الواقع لا تُفيدُ في شيء وما هي إلّا لعبٌ ولهو، النّقاش الحقيقيّ لا يكونُ إلّا عبر الشّابكة، وإن كانت تلك النّقاشات الواقعيّة قد جرت في زمنٍ سابق فهذا لعدم توفُّرِ غيرها.

للاسف هذه النقاشات هي الرائجة والمفضلة من قبل الجماهير .. النقاشات الهادئة والعقلانية لا تروق لهم ..

لأن القهوة باردة