كنت في الباص صبيحة يوم الخميس وسط قليل من الزحام واذ بالباص يتوقف فجأة والشارع يهدأ والجالسون ف الباص يقفون والواقفون ينتصبون .

الهدوء كان غريبا نظرت حولي الكل منتصب ومتخشب بعد مضي قليل من الوقت شعرت ان الموضوع طال الكل متخشب كأن الزمن توقف وانا احرك رأسي يمنة ويسرة لارى ماذا يحدث بالخارج ثم اتامل الاشخاص في الباص باستعجاب .

ظننت انني في فلم خيال ما : إما ان الزمن تصنم او ان هؤلاء الاشخاص يتلقون اوامر في نظام ما بداخلهم في هذه اللحظة وسيلتفون علي في اللحظة التالية ويهاجمونني .

بعد مرور 20 ثانية اخرى بدأت اعتقد ان هذا مقلب من مقالب gag التي كانت تظهر على القنوات القديمة وان هناك كاميرا في مكان ما هنا.

لولا ان رأيت الرجل خلفي يحدق في بعد ان قلت : مالذي يحدث اليوم؟ ثم يرفع عينه لصدقت فرضية انهم تحولوا الى سايبرغس.

ثم فجأة جلس الواقفون ولانت وقفة البقية وتحرك الباص من فوره .

اعلمت لاحقا انها ذكرى وفاة اتاتورك وانه في الساعه التاسعه تماما يقف الجميع دقيقة صمت على رحيله .

عندما علمت شعرت فقط بمدى تفاهه الامر -_-

ثم فكرت مجددا باي حق احكم على ثقافة او تصرف باعتباره ثقافة شعب بانه امر تافه، مثلا على الاقل نصف الدنيا تعتبر المسلمين تافهين لطوافهم حول مايعتبره غير المسلمون "مكعب اسود" وحسب.

أعني ان كان هذا الشعب يرى هذا الرجل عظيما ويتفق على تبجيله هكذا فليكن!

صديقتي مثلا تحتقر اللغة التركية وتكرهها جدا .. واعتبر كلامها اهانة لثقافة وهوية الشعب حتى ولو كانت لغتهم - شحاته من لغات- كما تقول مازال موضوع اللغة يعبر عن سيرة شعب وتاريخه وماضيه .

ولكن بصراحه لم يعجبني تقبلي للموضوع كثقافة وحسب.. لم اشعر ان هناك اساس فحتى ثقافة شعب قد تكون صحيحة او خاطئة لذلك متى اتقبل اي موضوع كثقافة شعب وحسب أو ومتى أرفضه واحكم عليه؟