بحكم عملي في التدريس وعمل صديقتي في التدريب والاستشارة ، تتاح لي فرصة لسماع الكثير من القصص العائلية التي تخص يافعين و أحيانا اسمع عن أناس لا أعرفهم دون أسماءهم - كي لا يعتقد أحد أن صديقتي تفشي أسرار الآخرين - لكن تحكي لي عن قصص غريبة عجيبة و أحداث ما كنت أتخيل أنها تحدث في مجتمعنا ، و أرى في الطلاب والطالبات في عمر المراهقة تصرفات وأفعال جد غريبة ولم تكن واردة في جيلنا ، مع العلم أني لست كبيرة جدا ، إن هوإلا جيل فقط بيننا ، جيل تغير فيه الكثير الكثير
أعزو في النهاية كل ما يحدث و كل الانحرافات و كل القصص العاطفية التي تحدث خارج إطار الزواج و من أعمار صغيرة جداً ، أعزوها لحالة الجفاف العاطفي التي يعيشها مجتمعنا و منتشرة بشكل مرعب في كل العائلات تبدأ من الآباء وتنتهي بين الأزواج
والعاطفة حالة متبادلة ، لا يستطيع أحد الأطراف أن يبذلها دون أن يجد مقابلاً لها لوقت طويل لأنها عبارة عن مخزون سينفذ لا محالة وسيحتاج هذا الشخص لملء مخزونه ، و صدقوني كل الكلام عن الدعم النفسي والتحفيز الداخلي لا تغني عن كلمة جميلة يسمعها المرء ممن يحب أو لمسة حنونة من أب محب أو أخ مهتم..
( أحمد خالد توفيق قال مرة : لماذا نعطى الحنان ونحن في عمر لا نفهمه ونحرم منه حين نحتاج إليه)
والصراحة أن هذه المقولة هي أكثر مقولة تضرب في صميم الموضوع و الحقيقة أن الطفل الصغير يحصل على دفق هائل من الحب والحنان و كلما كبر يتناقص هذا العطاء في مقابل ازدياد الأوامر والنواهي بجحة أن التربية تحتاج هذه الصرامة حتى يكبر الطفل و يصير شاباً يافعاً لتتحول علاقته بوالديه إلى علاقة لا تحمل في طياتها اي نوع من التعبيرعن المشاعر والمحبة ، لا نعني ان حب الوالدين يتوقف ، بل هو مستمر لكنه لايتم التعبير عنه إلا في المناسبات القليلة أو ساعات المرض و أحياناً لا يحصل هذا ..
تتزوج الفتاة وهي تحلم بشاب تنام على حضنه وتصحو على قبلة و تتخيل ان الحياة ستضحك لها وتعيش كأنها طير يحلق من السعادة ، لتصدم أن كلمات الحب التي تُقال تحت تأثير مخدر الخطوبة او الحب في حال تزوجا عن حب قد تبخر وتحول الرجل امامها إلى آلة بنظرها يعمل ليحضر لها ماتحتاجه ، ويُصدم هو بالمقابل لأنه يجدها بعد فترة من المحاولات التي لا يستجيب لها قد توقفت و عاشا جامدين لأجل الأطفال و ربما عاش مغامرات مؤقتة أو بحثت هي عن ما يشبع حاجاتها العاطفية في علاقة أخرى لتبدأ الكوارث التي نرى نتائجها ..
الحقيقة يا سادتي وسيداتي ..في داخل كل منا منبع لا ينضب من المشاعر والعواطف و ما يحتاجه فقط هو ضربة فأس من شخص يعرف أين يضرب فأسه بكلمة أو تصرف لتتفجر هذه العواطف ، و تغرق الحياة بماء الحب و تزهر نفوسنا
العادة الأولى من العادات السبع للناجحين هي :
كـــن مُبادراً
فكن مبادراً و عبّر لأولادك وزوجتك ..زوجك و عائلتك..والديك و أصدقاءك وأخوتك عن مشاعرك تجاههم و عن حبك لهم حتى تجد منهم مقابلاً..
ما رأيكم؟
التعليقات