كيف قمنا بتصنيف بعض الأفعال على أنها أخلاقية و جيدة وبعضها الاخر على أنها غير أخلاقية وسيئة ؟ لماذا الصدق جيد والكذب ليس كذلك ؟ نعم قد يكون أول ما يخطر على بالك هو الدين ... جميل ولكن هناك سؤال بسيط : عندما تعتنق دينا فان أحد أكبر الأسباب هو أنه يدعو الى "الاخلاق الفاضلة " ولكن كيف عرفت ؟؟ غالبا ما يتم تقييم الاخلاق التي يدعو اليها الدين هذا يعني أن لها مصدرا اخر صحيح ؟؟ ما هو ؟ الفطرة /الضمير ؟؟ ولكن الناس يدعون الى اخلاق مختلفة ويقولون أنها صحيحة فطريا ؟؟ ان كان جوابك احد الشيئين السابقين فتفضل بالجواب على الاسئلة ودعم جوابك بأدلة اخرى .. ام أن هناك معيار اخر (فائدتها العملية مثلا ) ؟
ما هو مصدر الأخلاق ؟
الاخلاق انثروبولوجياً هي مزيج بين المعاير الإجتماعية (social norms) و الضرورات التطورية.
كلها تقع في الحفاض على النفس و المجتمع.
بما ان المعايير الاجتماعية تختلف من قوم الى اخر فإن الاخلاق تختلف من قوم الى اخر.
مثلا اصدار الصوت عند شرب الحساء لدينا عيب، اما في اليابان هو امر مستحب
او اتخاذ صديقة حميمة لدي العالم الغربي امر عادي و محبب احيانا اما لدينا فهو ليس من الاخلاق الحميدة
كون الأخلاق لها معايير اجتماعية لا يستقيم، وكأنك تقول أنه يمكن لمجتمع ما أن يعتبر اغتصاب الأطفال وسلخ جلودهم وتمزيق لحومهم إربا أربا خلقا محموداً.
أجل، أليس كان العرب قبل الاسلام يدفنون البنات و هناك قبائل في افريقيا تقوم بقتل المصابين بالبهاق albinism و استعمال اجسامهم كتميمة جالبة للحظ و هناك قبائل في التبت تقوم بتمزيق الميت و اطعامه للصقور و هناك القبائل الاسيوية التي تضع اقدام النساء في احذية صغيرة لأن الارجل الصغيرة محمودة و الكثير من الامثلة.
خذ مثال اخر، عندنا في العرب زواجك من بت عمك هو امر محمود اما في الغرب هو اقرب لزنا المحارم
لهذا على الأخلاق أن لا يكون منبعها المجتمع والمألوف، فما يكون الآن خلقا قد يعتبر في الماضي أو المستقبل كارثة.
مثلا العدل سيكون خلقا حميدا أكان في قوم عرب أو في التبث ولا يمكن أن يكون الظلم في أي مكان في العالم (باعتباره ظلما) خلقا حسنـاُ.
العدل هو مصطلح فضفاض، مثلا انت ترى اعدام القاتل هو عدل، غيرك يرى اعدامه هو جريمة مثل ما فعله القاتل.
نتحدث عن العدل بشكل عام؛ لدى البشر شعور بأنه خلق حميد، هذا الشعور والإحساس بسمو العدل بالتأكيد ليس وليد المجتمع ولن يتغير بتغير الثقافة والزمان.
بدون العدل و الصدق و الامانة لن يستطيع الانسان العيش في مجموعات إجتماعية، لذلك الافراد التي لديهم هذه الصفات استطاعوا تمرير جيناتهم و الاخرين الذين يفتقدون لهذه الجينات لم يستطيعوا ذلك لأن فرصة معيشتك وحدك اقل بكثير من العيش بمجموعات.
أفهم من هذا أن الأخلاق ما هي سوى مورثات كلون العين وحجم الرأس، وبالتالي لا علاقة بالإنسان بالاختيار هنا !
ومسألة فرص العيش أمر نفعي، ولا يمكن للأخلاق أن تتبع مصالح الأفراد والمجتمعات.
كما ان الواقع يقول أن الأفراد المنافقين والكاذبين فرص عيشهم أكبر من غيرهم !!
وبالتالي لا علاقة بالإنسان بالاختيار هنا !
ربط الأخلاق بأمرين و ليس بأمر واحد
ومسألة فرص العيش أمر نفعي، ولا يمكن للأخلاق أن تتبع مصالح الأفراد والمجتمعات.
مصالح الافراد و المجتمعات مرتبطة بالامور النفعية
كما ان الواقع يقول أن الأفراد المنافقين والكاذبين فرص عيشهم أكبر من غيرهم !!
اشاعة
المنافق الكاذب السارق فرصهم أقل بكثير من المستقيم
المجرمون السارقون و القتلة ملاحقون من مجتمعاتهم نفسها على عكس المفكرين و العلماء .. الخ
(يوجد استثناءات طبعا )
ربط الأخلاق بأمرين و ليس بأمر واحد
,ولقد رددت على الأمرين معا.
مصالح الافراد و المجتمعات مرتبطة بالامور النفعية
ولذلك ليست أخلاق.
المجرمون السارقون و القتلة ملاحقون من مجتمعاتهم
أنا لم أذكر السفلة أكلة لحوم البشر قاطعو الرؤوس ومغتصبوا النساء سارقوا أموال الناس... وغيرها من الأوصاف الخبيثة، أنا أتحدث عن المنافقين والكذابين، ينافقون ويكذبون للنجاة من العقاب.
أعتقد أنها هي من تحدد المعاير الإجتماعية، فالإسلام مثلاً عندما جاء أيد بعض المعاير التي كانت عليه العرب.. الكرم والشجاعة والإحسان إلى الضيف... وأزال أخرى من وأد البنات والغش والقتل... والواقع اليوم أن معظم الأديان إن لم تكن كلها تتفق على مفهوم الأخلاقيات الكبرى... وهذا مايجعل الدين مصدر مهم للتشريع.
همممم دعنا نترك الدين قليلًا لأننا سنصل إليه لاحقًا، ودعنا نتناول بعض الأمور مثل لو كان هناك مدير أو رب عمل أو شخص يملك مالًا ويعمل معه شخصان، الأول يجلس في المنزل ويأخذ الراتب، والثاني ينزل منذ الصباح ويعود آخر الليل من العمل ويأخذ الراتب أيضًا. من وجهة نظرك هل هذا شيء عادل? بعيدًا عن الدين، فقط العدل، طيب من أين حصلنا على فكرة أو مفهوم العدل? اعتقد أن المنطق العقلي هو الحاكم في هذه الأمور، وجدنا بعقل قادر على تحليل الأمور لهذا السبب المثال السابق غير عادل.
لو تناولنا الدين نجد أنه نظّم الكثير من الأمور التي من المفروض أنت تكون منطقية لدينا، وأيضًا نظم أمورًا يصعب علينا في بعض الأحيان البت بها.
أنا أؤمن أننا ككائنات بشرية بداخلنا نفس المقدار من الشر والخير ونحن نُنمّي واحدًا على الآخر، يعني مثلًا الحسد من الشرور، لكن هذا لا يمنع وجود شخص مُتديّن وفي نفس الوقت لديه هذه الخصلة.
وهل تعتقد انه من العدل ان تجبر شخص على التصرف بماله بطريقة ما ؟
لنفرض ان لدي الكثير من المال، اعجبني شخص ما واردت ان ادفع له راتب دون ان يقوم بأي شي، فقط يجلس مرتاحاً، لماذا تعتقد ان هذا ليس من العدل ؟
أنا لم أجبره على شيء، أنا كمراقب خارجي وضعت أمامي قضية محددة لي فيها رأي ولي فيها ردات فعل، هذه ردات الفعل كيف جاءت أو بنيت ? هذا هو موضوع نقاش الكاتب :)
لو تناولنا الدين نجد أنه نظّم الكثير من الأمور التي من المفروض أنت تكون منطقية لدينا
ابسط قياس منطقي لديك تبين انه خاطئ تماماً، لذلك الاعتماد على العقل والمنطق فقط امر لا يجدي.
هممم طيب بناءً على ماذا حددت أنت أن ابسط قياس منطقي لدي خاطئ تمامًا ? يعني من منحك هذه الصلاحية? وفق أي منطق تحدثت عن هذه النقطة? هل هو شيء مُثبت? هل لديك دليل عليه? هل هناك أجماع على ذلك?
بإمكاني أن أجلس مثلك وأقول مقياس المنطق لديك منعدم? أليس كذلك ? :) يعني كما تفضلت حضرتك : هل من العدل أن تجبرني على الاعتقاد أن أبسط قياس منطقي لدي خاطئ? :))
واضح من أسلوب كلامك أنك تعلم بالفعل أن هذه القضية من أهم قضايا الفلسفة
وقولك :
ام أن هناك معيار اخر (فائدتها العملية مثلا ) ؟
يتضح أيضا اطلاعك على الفلسفة البراغماتية أو الفلسفة النفعية
لذا ما في الأمر.. أنك تريد أن تطلع على فلسفتنا حول أحد القضايا المحيرة للفلاسفة ..
في الواقع فكرت بهذا الأمر منذ وقت طويل .. ولا أظن أنني وصلت لإجابة منطقية – كما أنه وبالأصل الأخلاق ضمن العاطفة لا المنطق –
عموما يمكننا اختزال هذا في أن نقول أن الأخلاق الحميدة هي التي تتمحور حول الخير
طيب وكيف نعرف ما إذا كان هذا الأمر يتمحور حول الخير ؟
إذا كان يخدم مصالح الناس و الـــمـــعـــيـــار المحدد لهذا ألا يسبب لهم الأذى ..
طيب وكيف نعرف ما إذا كان هذا الأمر يسبب أذى للناس ؟
إذا كان يجعلهم يشعرون بشكل سيء , كأن يصيبه شعورا بالحزن أو ضياع حقه أو ذله أو أو أو ..
إذا أولًا وآخرًا يظل الأمر مرتبط بعاطفة
قد يقول لي الآن قائل .. حسنا ماذا إذا كان يسبب لهم الأذى ولكن لا يؤذي عاطفتهم ؟
كأن يقوم شخص مازحا بلكم صديقه بقوة كبيرة .. فهنا يؤذي بدنه لا عاطفته .. هل الأمر هنا لا يعتبر تصرف ذميم ؟
كنت سأجيب هنا هذا يكفي لقد أجبت على سؤال محير للفلاسفة .. لذا اصمت
ولكن لا .. لننظر للأمر من زاوية مختلفة
لنقل أننا نعرف الصفة الذميمة بأنها : هي التي يغلب على الظن أن ستسبب بالنهاية أذى لعاطفة بشري ما
- وليست فقط تسبب أذى لعاطفة بشري ما -
فمثلا أنت عندما تقوم بلكم صديقك بقوة .. يوجد هناك احتمال أنك ستسبب في قتله ومما قد يؤدي لحزن أبويه .. وفي هذا أذى لعاطفة أبويه .. لذا هي صفة ذميمة
لا , لا .. لحظة ماذا لو لم يكن له أبوين , كأن يكون شخص مشرد معدم ليس له أحد في المجتمع ؟
حينها لكم صديقك هنا يعتبر صفة حميدة لأنه يوجد احتمال أنك قد تقتله و تخلصه من الأذى وهذا خير كما أسلفنا * شهقة *
نهاية غير مقبولة ولكنها بنيت على تسلسل سليم .. أو على الأقل هذا ما أراه
هل من ناقد ؟
لدي بعض الأسئلة :
إذا كان يخدم مصالح الناس و الـــمـــعـــيـــار المحدد لهذا ألا يسبب لهم الأذى ..
لماذا تهتم بمصالح الاخرين وعواطفهم من الاساس ؟ خاصة عندما لا يؤثر الأمر عليك وعلى حياتك ؟ بل احيانا قد يكون ضررهم مفيدا لك لماذا اراعي مصلحة غيري ؟
ايضا الاخلاق لا تقتصر على ان لا تسبب للناس الأذي بعضها يدعوك لان تقدم الخير ماذا عن هذه الاخلاق ما رأيك بها ؟
حينها لكم صديقك هنا يعتبر صفة حميدة لأنه يوجد احتمال أنك قد تقتله و تخلصه من الأذى وهذا خير كما أسلفنا * شهقة *
ليس خيرا مطلقا فربما تبتسم له الحياة مستقبلا ....
تعلم مهما تفكر بالأمر .. بالنهاية الأخلاق معضلة خطيرة للغاية
فقد تجد مثلا فرعون كان يقوم بالقتل والنهب والتكبر واضطهاد الآخرين وتقطيعهم وصلبهم وحرقهم ثم يجلس آخر اليوم يشرب عصير توت بري بارد يحدث جنوده و زوجته - والتي سيقتلها أيضًا فيما بعد - عن أهمية الأخلاق .. وهو شيء منطقي تماما .. لأنه صاحب مبادئ .. ما بالك تجادله
لماذا تهتم بمصالح الاخرين وعواطفهم من الاساس ؟ خاصة عندما لا يؤثر الأمر عليك وعلى حياتك ؟ بل احيانا قد يكون ضررهم مفيدا لك لماذا اراعي مصلحة غيري ؟
ذكرت أن المعيار في الأخلاق هو ما يسبب بالنهاية أذى لعواطف الناس .. و هذا استلهمناه من الأخلاق الموجودة لدينا حاليا و التي اتفقنا على الحميد منها والذميم .. فوجدناها تتصف بهذا
اقرأ كتاب فجر الضمير لهنرى برستيد.
المصريين القدماء هم من ابتكروا الكود الأخلاقى الذى نتعامل معه الأن, لا تكذب, لا تسرق, لا تقتل, كل هذه الأخلاقيات الأساسية وضعها المصريين القدماء في قواعد ثم انتشرت للعالم كله.
المصريّون قدّموا نموذجاً مكتوباً ، لأن الحضارة وقتها بدأت في التدوين ..
انما هذا النموذج الاخلاقي نفسه هو منتشر في كل حضارات البشرية ، سواءً في غابات الكونغو ، أو قبائل الهنود الحمر .. ما تقوله صحيح بالنسبة لفكـرة ( تدوين هذه القيم ) ، وتحويلها لمعاني مكتوبة ..
كتاب فجر الضمير فعلاً إشارة مهمة لالقاء الضوء على معاني مختلفة ، من بينها بزوغ فكرة الأخلاق كمنظّم اجتماعي اساسي ..
لنتفق اولا ان ما نتحدث عنه هو الاخلاق الجيدة وهذا ما اعنيه بكلمة الاخلاق في بقية ردي... لان الاخلاق بشكل عام تتضمن الاخلاق الجيدة والسيئة، السرقة والامانة، الكذب والصدق، كلها اخلاق.
الاخلاق هي امر فطري في داخل كل انسان وتختلف من الشخص الى الاخر، تعتمد على الراحة النفسية للانسان... امثلة:
القاتل المتسلسل، يقوم بذلك الفعل الغير اخلاقي وهو غير مدرك انه غير اخلاقي "الا في حالات نادرة" وذلك لان فهومه للاخلاق يختلف عن مفهوم العامة... وبذلك فهو يشعر بالنشوة والسعادة والارتياح عند فعله لان فعله بعقله هو يعتبر اخلاقياً
المؤمن المتعبد على الجانب الاخر يشعر ان الصلاة هي فعل اخلاقي، لذا يشعر بالراحة والسرور عند ادائه للصلاة... فهي في عقله فعل اخلاقي.
عندما تقوم بعمل خطأ ما، كأن تكذب على احدهم او تضطر لأذيته دفاعا عن نفسك... ستشعر بالضيق والانقباض لان ما فعلته ينافي فطرتك وتوجهاتك النفسية.
كبداية وبشكل متفرق هذا ما يكون مبدأ الاخلاق الجيدة داخل كل انسان، اما ما يكونها داخل المجتمع هو اتفاق اكبر عدد من الناس على هذه الاخلاق... الاغلبية تكره السرقة وتعتبرها غير اخلاقية، لذا يتم اعلانها انها غير اخلاقية في هذا المجتمع... امثلة:
في المجتمعات العربية المصاحبة بين الذكر والانثى هي امر غير اخلاقي، بغض النظر عن المفهوم الديني، فما قبل الاسلام كانت الارواح ترهق لمجرد ان فلان احب فلانة واهلها رفضوا... وذلك لان اكبر عدد من الافراد في المجتمع العربي يتفقون على هذا الامر الفطري المشترك فيما بينهم... بينما في المجتمع الغربي الموضوع اخلاقي تماما كون اغلبية الافراد يعتبرونه اخلاقيا ولا ضير منه
في القرآن الكريم ذُكرت قصة سيدنا لوط عليه السلام، وكيف ان قومه كانو يمارسون الفاحشة في مجالسهم بشكل اعتيادي، رغم وجود الدين الذي حرم عليهم ذلك وايمانهم به الا ان ذلك الفعل كان لديهم اخلاقيا، فالمجتمع يقر به ولا يرفضه
الدليل على كل ما سبق برأيي هو ان بعض الاشياء التي كانت غير اخلاقية في مجتمعاتنا تغيرت وتحولت الى اخلاقية مع الزمن بعد ان اصبحت بنظر الكثير اخلاقية...
اعتقد ان الاخلاق موجودة لزيادة الثقة بين الناس-لنستطيع بعدها العمل معاً- ، فكيف ستثق بشخص يكذب ويشك ويسرق مثلا!
فى رأيى الاخلاق مصدرها الفطرة
تجد الطفل لم يتجاوز الثالثة من عمره ويكره ان تعده امه بأمر ما ثم لا تفى بوعدها .. هو لا يعرف ان هذا إخلاف بالوعد او ان هذا كذبا لكنه يكره هذا بفطرته لاننا مفطورون على كراهية كل ما يؤذينا ..
وارى ان هذا متسق تماما مع وجود "الضمير " هذه الصيحة التى تخبرنا باننا ارتكبنا خطأ ما حتى وان تظاهرنا بأننا على صواب
اما الدين فهو مصدر للقيم والتوجيهات الاخلاقية والتى تختلف من دين لاخر
مصدر الأخلاق هو القاعدة الذهبية وهي عامل الناس كما تريد أن تعامل.
في الماضي لم يكن عدد السكان في العالم كبيرا وأغلب التجمعات السكانية كانت قرى في أحسن الأحوال. وسيكون من السهل جدا لكبار القرية أن يلاحظوا أن الأخلاق السيئة لم تجلب أي شيء جيد لهم... في المقابل اليوم مع العدد الكبير في التجمعات السكانية، فقد أصبح للأخلاق تأثير سلبي أقل مجتمعيا، حتى أن بعض الآباء يربون أبنائهم عليها.
برأيي الشعور أمر فطري، كل شخص لديه مشاعر فرح ، حزن ، غضب ،محبة ، تعاطف ... الخ
الحياه اليومية للبشر تعطي التجارب وكل شخص يذكر كيف كانت مشاعره في كل تجربة ، ستشعر بالغضب عند سرقتك وابتزازك، ستشعر بالقهر والعجز عندما تكون فقيراً ، وستشعر في الفرح عند ايجاد بعضاً من الأموال ملقى على الأرض وأنت تمر بضيقة مالية حالكة لذلك ستعلم كيف سيكون شعور شخص فقير عندما تقدم له المال ، ستحب أشخاصاً مقربين لك ستحاول جعله سعداء و التخفيف عليهم ، والإنسان فطرياً لديه الذكاء الإجتماعي والتعاطف مع الأخرين فعندما تجد شخص يمر بتجربة مررت بها ، ستشعر بالضبط بما يمر به وستتعاطف معه تلقائياً ، ثم ستخبر الناس كم هذا الشعور سئ وأن لا تقوم بفعله مع أي شخص، لذلك أعتقد بأن الأخلاق تطورت عبر الزمن والتجارب، لذلك يتفاوت تعريفهاً من حضارة لحضارة ومن عرق الى عرق حسب تجارب كل أمة.
تصنيف الأخلاق برأي نعرفه من خلال النتائج المترتبة عن كل خلق ، أنت ذكرت الكذب مثلا لو جربه أول بشري مرة فسيقوده هذا إلى الكذب مرة تلو الأخرى حتى يبرر جميع مواقفه وبالتالي ستترتب نتائج خاطئة عن ماحدث ويحدث بالفعل في الواقع وهكذا نتائج السرقة التي تؤدي إلى انعدام الأمان ، نتائج الرشوة التي تؤدي إلى أخذ حقوق غير مستحقة ، الربا الذي يؤدي إلى التضخم ...
هذا يعني أنه يمكن للصدق أن يكون خلقا سيئا إن ترتب عليه أمر سلبي، ويمكن للإبادة الجماعية أن تكون خلقا جيدا أن أدى ذلك تخليص العالم من شعب يخرب حياة الغير !
هذه نفعية (مصلحة) وليست أخلاق.
لا يمكن أن يترتب عن الصدق نتيجة سلبية ولا عن الابادة نتيجة إيجابية حين ترى الصورة كاملة -وعقولنا قاصرة عن ذلك - سترى النتائج الحقيقية لذا فمن شرع لنا الأخلاق السامية يرى العالم بمنظور أعلى منا
اعتقد ان الاخلاق مثلها مثل الاشياء الملموسة في هذه الحياة ( الجبل , البحر , الشجر ..... )
مجرد مسميات لسلوك يقوم به الانسان
اقصد ان الصدق مثلا هو مجرد اسم لتجربة نمٌر بها عند التعامل مع شخص آخر
لذلك طبيعة عقل الانسان التي تضع اسم لكل شيء كان يعرف (الصدق و الامانة و الوفاء ...) بدون ان يرشده الدين لذلك
باعتقادي ان بنية عقل الانسان تميز ذلك و تطلق عليه المسميات
ولذلك نطلق على الكلب بالوفي و على الثعلب بالمكّار .....
وجهة نظر
بالتأكيد العقل البشري يميز الصدق والأمانة والصبر... هذا شيء، أما أن يعتبره العقل أمر حسن (مهما كانت الظروف) فهذا لا يمكن أن يكون منطقيا، لأن العقل نفعي، والأخلاق أسمى من أن تكون نفعية.
أنت ترى أن الأخلاق لا تأتي من العقل والمنطق وكذلك هي ليست نفعية بل هي "أسمى" من ذلك هل يمكنك أن تخبرنا ما هو مصدرها ولماذا هي بتلك الأهمية والسمو ؟؟
بكل بساطة لست أدري، قد يكون الفطرة أو الدين أو أمر آخر! لكنه قطعا ليس العقل.
لماذا هي ليست نفعية لإنها إن كانت نفعية فهي تسمى مصلحة وستصير نسبية حسب الأفراد والمجتمعات.
كونها سامية أعتقد أنه شعور عام بين البشر، ماذا عنك هل تراها دونية؟
لماذا هي ليست نفعية لإنها إن كانت نفعية فهي تسمى مصلحة وستصير نسبية حسب الأفراد والمجتمعات.
ولكن أليست نسبية فعلا ؟
كونها سامية أعتقد أنه شعور عام بين البشر، ماذا عنك هل تراها دونية؟
لا , لا أراها دونية ولكنني أتسائل عن هذا الشعور وهل هو حقيقي فعلا (خاصة ان كانت الاخلاق نفعية فقط)؟
لا أقصد بالشعور العواطف وغيرها، بل أقصد الإحساس بوجودها، مثل إحساسنا بالوعي، هل وعينا بذواتنا أيضا وهم؟
و كيف تتيقن أنك واعي بذاتك ؟
ماذا لو كنت تظن أنك واعي بذاتك وأنت لست كذلك ؟
مثلًا أنت عندما تكون نائما وترى حلما أنت بطله تشعر تماما أنك واعي .. ولكنك لست كذلك
ثم كيف يكون وعينا بذواتنا شعور سامي :D
هذا يعني أنا لو كنت أغط بالنوم هل سأعتبر شخص غير سامي .. لكوني لا أعي بذاتي ؟
كلي يقين أن ليس هذا قصدك
ليس مصدرها بل الكتابُ والسنّةُ تتميمٌ لها، أليس الإنسان يولد على الفطرة السليمة التي تدلُّه على الخلق الحسن والمنطق الحسن؟ أوليس النبيُّ قد بُعِث ليتمّم مكارم الأخلاق؟ لم يقل: إنّما بُعِثتُ لأصدّر الأخلاق.
اظن ان بعض الاخلاق تاتي بالفطرة، مثلا "الخيانة" لا أحد منا يحب ان يتعرض للخيانة. لذلك كانت مرفوضة في المجتمعات كلها. وقس على ذلك باقي الاخلاق . وأظن ان العرب قديما كانت تمتاز بصفات اخلاقية عالية لقول النبي صلى الله عليه وسلم (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) .
ومن جانب الدين ايضا امرنا باجتناب بعض الامور ك"الغيبة". فاذا قمت باجتناب هذه الصفات وتطبيق الاوامر كنت متصفا باخلاق حميدة لامحالة .
مصدر الاخلاق هي النفعية المطلقة الاخلاق التي تنفع مجتمع ما وتساعدة علي البقاء وانتظام امورة هي السائدة والباقية ولذلك تختلف الاخلاق من مجتمع لاخر حسب ظروفة (الزمانية والمكانية والداخلية و معاير توازن القوي وغيرة) لا علاقة لها بالعاطفة بشكل جذري ربما قليلا فقط (بدليل تبرير القتل والعبودية والشنائع في مجتماعت كثيرة اذا لم تكن كلها في مرحلة من المراحل وعلي اصعدة ومستويات مختلفة ) وطبعا المنطق عامل مهم كالعاطفة ولكن ليس بشكل جذري (بدليل اتباع وتصديق الكثير من الاكاذيب التي تروجها السلطة برغم شدة سذاجتها بشكل صارخ ) المهم النفعية فحتي اذا كنت انا مستضعف في مجتمع مستقر سارضي بدافع الراحة النفسية (نفعية)بدل الثوران وساقبل بجزء من الظلم خير من ان انبذ من مجتمعي واواجة ظروف الحياة وحيدا (نفعية) هذا مثال بسيط (ولا يعبر عن موقفي طبعا )
التعليقات