تغيير المجتمع مسألة صعبة ومقعدة، ولا تحدث بالصدفة، بل تتطلب زلزالًا عميقا وقوي في الوعي الجمعي، لكن السؤال : هل التغيير يحتاج إلى صدمة فكرية توقظه من سباته، أم إلى تدرّجٍ عقلاني يراعي خوف المجتمع ولا يصدم بهواجسه؟
لنتفق أن الصدمة الفكرية تصنع الشرارة، وهي التي تدفع الناس إلى إعادة التفكير في كل السائد، التاريخ مُشبع بدروس كثير عن أن المجتمعات لا تتغيّر إلا بالثورات الفكرية التي تهز القناعات الراكدة، فالثورات الأخلاقية والفكرية لم تبدأ يومًا من النقاش الهادئ، بل من لحظة استفزاز كسرت وهم الطمأنينةوالقداسة، لكن الصدمة أيضًا قد يكون لها مفعول عكسي وبدل أن تؤدي للحركة ستؤدي الى الجمود ، فتحرق الفكر والناس قبل أن تنير به، ولأن الإنسان حين يشعر بالتهديد يتمسّك أكثر بمعتقداته، يمكن لأي مواجهة فكرية عنيفة أن تجعنا نتأخر خطوات كثيرة للوراء بدل أن نتقدم بها للأمام.
التعليقات