وأيضاً ، واحدة من أبرز أسباب المشاكل الزوجية والطلاق  ....هي السكن في بيت العائلة.

هذه الفكرة التي تبدو في الظاهر من أرقى أنواع التقبل والتعاون والأخذ بالأصول، تتحول في الواقع إلى ميدان حرب نفسية شرسة جدا بين الزوجين، تنتهي في حالات عديد بمشاكل أبدية بين أهل الزوج والكنة، وحالات تعنيف وحتى منها ما يصل إلى جنح وجنايات تستدعي تدخل القانون.

الرجل يظن أنه يربط العائلة ببعض و يبرّ والديه ويوفر على نفسه أعباء الإيجار، على الناحية الثانية الزوجة تتقمص دور المتقبلة المتسامحة، وفي الداخل تشعر أنها تعيش تحت المراقبة خانقة ، لا خصوصية، لا حرية، ولا حتى مساحة لخلق هوية أسرية تخصها هي كما تريد، حتى تربية أولادها عادة لا تكون قادرة على التحكم فيها ، ليس هذا فحسب، لأن كل كلمة تقولها تُفسَّر بطريقة أخرى، كل تصرف يُراقَب وتًحاسب عليه، وكل خلاف صغير يُنقل ويتضخم وتددخل فيه الأطراف جميعاً.

الكثير يبررون جمال فكرة بيت العيلة، بأن المشكلة ليست في بيت العائلة ذاته، بل في الناس الذين يسكنونـه، وعادة ما يقنع العريس عروسته أن أهله أطيب ناس ولا يشبهون البقية ويستحيل أن تعيش معهم في نكد، فلو كانت العلاقة قائمة على احترام وحدود واضحة، لن تكون هناك أي مشاكل، وأن هناك نماذج كثير ناجحة في هذا.

المعضلة الحقيقية أن الرجل غالباً يجد نفسه ممزقاً بين زوجته التي تريد حياة مستقلة، و أهله وبالتحديد أمه التي تعتبر ذلك خيانة وانشقاق عن العائلة..

السؤال: اين المشكلة في الزواج في بيت العيلة؟ وهل هو فعلا توجه صحي في بناء الأسرة أم تنازل ملهوش لزمة ؟