إنّ من أعظم الذنوب عند الله أن يخوض الإنسان في أعراض الناس أو يتحدث عنهم بسوء، فقد قال تعالى:

﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: 12].

الكلمة المسيئة ليست مجرد كلام عابر، بل لها أثر بالغ على من يُوجَّه إليها. فقد تحطم قلبه، تُضعف ثقته بنفسه، وتجعله يعيش في إحباط مستمر، وقد تصل به الأمور إلى اليأس أو حتى التفكير بالانتحار. ما نظنه هينًا عندنا يكون عظيمًا عند الله، فهو يحاسب كل من يؤذي الناس بلسانه حسابًا شديدًا، فيسلبه حسناته ويضاعف سيئاته.

وجاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ:

"أتدرون ما المفلس؟ … من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته أُخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار."

فلنحرص على أن تكون كلماتنا بلسمًا للقلوب لا جرحًا مؤلمًا، وأن نرفع عن أنفسنا وزر إيذاء الآخرين بالكلام.

"ألم نفكر يومًا أن كلمة سيئة قد تغيّر حياة شخص إلى الأبد، وربما تجعله يفقد الأمل"؟