سهم الكلمة يُدْمي القلوب ويثبط الهمم.

أعتقد أن هذا النوع من الشخصيات يسبب الأذى لمن حوله بصورة أكبر بكثير من تخيلاتنا، فالكلمة برأيي سلاح قوي قد يترك الجروح لفترة طويلة دون التئام، والمشكلة تكمن في عدم وعي المرسل بأثر كلماته. قد يكون السبب وراء ذلك عدم القدرة على التحكم بالمشاعر أو ربما الرغبة في الانتقام. لكن الأهم هو الوعي بأن الكلمة لها قوة وتأثير، لذا من الحكمة أن نزن كلماتنا قبل إطلاقها، لأن الأثر النفسي قد يكون مدمرًا.

كنا نتكلم منذ قليل أنا وصديقة عن أثر الكلمة خاصة بين الزملاء أو حتى بين المدراء والموظفين، وأن كلمة سلبية تقال حتى ولو بحسن نية، قد تصيب الشخص في وقت هو غير مؤهل نفسيا لتقبلها، لذا وضع نفسية الشخص الذي أمامي بالاعتبار فيمكن انتقاء كلمات أفضل، يعني حتى لو انتقدك يمكن قول نفس المعنى بطريقتين، طريقة تجعلك مكانك لا تريدي فعل شيء ولا تلمسي من الكلمات إلا السوء، وطريقة أخرى تجعلك تهرولين للتغيير وتتقبلين كل الكلام

علمني والدي طريقة جيدة من باب تجنب ذنب الأذى النفسي وتجنب عداوة الآخرين، وهي أن أفكر في كل كلمة اقولها وأتوقع تأثيرها على من اخاطبه فلو كان وقعها وأثرها طيب اقولها والعكس صحيح، ولكن مع ذلك لا أخشى من قول الحق والنصح في السر لا في العلن حتى لو كان وقع ما أقوله غير هين لكن خيركم انفعكم لغيره ولذلك وجبت النصيحة وفي قول الحق من يخشاه فقد حاد ونافق.