ونحن على مشارف الدخول المدرسي، تهب من جديد مخاوف الأباء والأمهات، فيتسارع الجميع نحو التسجيل بالمئات والألاف في أقسام الدروس الخصوصية، التي أصبحت الساعة منها بالشيء الفلاني، والمؤسف أن الأباء اليوم لم يعودوا مهتمين بكيفية مرافقة الأبن بطريقة صحية ومساعدته في بناء مهارات حياتية ومعرفية حقيقية، في المقابل يسعون إلى بتسجيلهم عند أغلى معلم دورس خصوصية، و توفير أغلى الأدوات المدرسية وأغربها، وإغراق الطفل بالماديات، من ملبس ومأكل وتسلية، كمحاولة التعويض عن غياب الأبوين التربوي.
وبدل الإهتمام بالتربية النفسية والمعرفية والأخلاقية للأطفال، تسنشر ظاهرة غريبة وخطيرة اليوم و هي ظاهرة حمل الأباء أعباء ومسؤوليات الأطفال ، كنوع من التعويض والتأكيد على الحب والدعم، فنجد مثلا الأب أو الأم تحل تمارين وفروض أولادها، وتتكفل بمشاريعهم وأبحاثهم الدراسية، حتى الأمور يُفترض أن بحبها الطفل مثل تلوين الرسوم و بناء مجسمات بالورق المقوى وغيرها، أصبحت الأم هي من تقوم بها كليانيابة عن الأبن، اعتقاد منها أن هذا نوع من الرعاية، لكنه في الحقيقة يعلم الكسل والاتكالية، ويحرم الطفل من فهم معنى المسؤولية في الوقت الذي يحتاج أن يكون هذه المفاهيم المهمة في هذه المرحلة الحساسة من حياته .
من واقعك: أعطنا بعض الممارسات التي يقوم بها الأباء عفويا، لكنها تدمر شخصياتهم وتعلمهم اللامسؤولية؟
التعليقات