في مساء يوم أمس، كان من المفترض أن يكون يومًا للفرح والبهجة في مدينة الطائف، لكن سرعان ما تحوّل إلى كابوس جماعي، حين انهارت لعبة "الرجل الحديدي" فجأة من أعلى نقطة لها، متسببة في سقوط الراكبين، وإصابة 23 شخصًا بإصابات متفاوتة، بعضها بالغ الخطورة.

هذه الحادثة ليست مجرد "خلل تقني" في لعبة ترفيهية، بل هي نتيجة لسلسلة من الأسئلة الصامتة التي لم تُطرح – أو لم يُرِد أحد طرحها:

من يشرف على صيانة هذه الألعاب؟ وهل هناك جهة رقابية تفحصها دوريًا بصرامة؟

هل هناك معايير للسلامة تُطبّق فعليًا أم أنها مجرد "أوراق معتمدة" تُستخدم لتجميل الوضع؟

من المسؤول عن توقيع صلاحية هذه الألعاب؟ شركة، بلدية، أم إدارة المهرجان؟

الأخطر من ذلك: لماذا لا يُعلن بشكل شفاف عن سجلات الحوادث السابقة المرتبطة بألعاب الملاهي في المناسبات والمواسم؟ هل ننتظر كارثة حتى نتحرّك؟

ما حدث في الطائف ليس مجرد "حادث عرضي"، بل إنذار صارخ لما يمكن أن يحدث حين تُمنح المتعة الجماعية أولوية على حساب الأمان الفردي.

الأمان ليس رفاهية، بل أساس. وإذا كانت البنية التحتية لهذه الألعاب غير مؤهلة لتحمّل أوزان البشر، أو أن قطعها المعدنية تتهالك بمرور الوقت دون فحص دقيق، فإن كل من يوقع على صلاحيتها… شريك في الجريمة.

أليس من حق المواطن أو الزائر أن يعرف ما إذا كانت هذه الألعاب قد اجتازت اختبار السلامة؟ ولماذا لا يكون لكل لعبة ملصق يوضح تاريخ آخر فحص، واسم الجهة الفاحصة؟

ما زال الكثير يصف الحادث بـ"قضاء وقدر"، بينما الحقيقة أن القدر لا يُحاسَب، لكن البشر يمكن محاسبتهم، ويجب.

ما رأيكم أنتم؟

هل ترون أن الحادث فردي وغير متكرر؟

أم أن هناك تقصيرًا واضحًا في نظام الرقابة والسلامة في المرافق العامة؟

وهل فقد المجتمع ثقته في هذه الألعاب بعد تكرار مثل هذه الحوادث؟