بينما غاص شباب جيلي في هواتفهم، وتاهوا في صراعات داخلية لا تُفصح، وركضوا خلف كل ما هو سطحي ومثالي، هاربين من واقع مسكوت عنه، وجدت نفسي وحيدًا... لا أحد يسمع الصوت الذي يمزقني من الداخل مع كل نفسٍ أتنفسه.
أصبح النوم ملاذي الوحيد، و"الخربشات" ملجئي الأخير لأقول ما لا يُقال، لأبوح بما يختلج خاطري ويمزق وجداني. أكتب لأن لا شيء آخر بقي لي.
كيف لجيلٍ تربى على قيم دينية منذ نعومة أظافره أن يصطدم بواقع لا يشبه تلك القيم في شيء؟ كيف له أن يتأقلم مع مجتمع يُمارس التناقض كعادة، ويُقدّس المظاهر ويهمل الجوهر؟
صرنا نركض خلف أحلام استهلاكية جوفاء، نحملها كحواجز تحمينا من مواجهة ذواتنا، من الاعتراف بخيباتنا، بأوجاعنا، بتناقضنا.
تقلصت أسئلتنا من الوجود والغاية والحق، إلى "كيف أجد عملاً؟" و"هل أنا كافٍ؟" و"كيف أبدو جيدًا على الإنستغرام؟". وحتى تلك الأسئلة البسيطة، لم نعد نجد لها أجوبة. وإن وُجدت، فهي أجوبة سطحية ومثالية، لا تجد منفذًا واحدًا إلى واقعنا المنفيّ عنا.
أكتب الآن، لا لأنني أملك أجوبة، بل لأنني أتساءل:
هل يستطيع العالم أن يقف لثانية واحدة فقط، ليسمع صرخة شاب مغربي عربي ؟
التعليقات