في لحظة، قد يتغير كل شيء. قد تكون موظفًا مجتهدًا، ملتزمًا بعملك، ثم تتلقى فجأة رسالة نصية: "يؤسفنا إبلاغك بتسريحك من العمل". هذا ليس مشهدًا دراميًا من فيلم؛ إنه واقع مرّ به ملايين الناس حول العالم أو سيمرون به هو فقدان الدخل، هذه تجربة مؤلمة، وليست حكرًا على فئة معينة. البطالة لا تُميّز بين شاب وكبار، أو متمرس ومبتدئ، أو ذكر أو أنثى.
ولكن من يحميك عندما تنهار هذه الأرض الصلبة التي كنتَ عليها -يومًا ما- بثقة؟ نعم، تأمين البطالة هو شكل من أشكال الحماية الاجتماعية يهدف إلى دعم الأفراد ماديًا ومعنويًا خلال فترات فقدان الوظيفة حتى عودتهم إلى سوق العمل.
للأسف، كثير من الناس لا يعرفون حتى بوجود هذا الحق، ولا يعرفون كيفية الاستفادة منه، أو يعتقدون أنه "مساعدة" تُقدّم للفقراء فقط. هذا غير صحيح.
يهدف تأمين البطالة إلى الاستقرار الاجتماعي، حيث يوفر عيشًا كريمًا للعاطل عن العمل طوال فترة بطالته، مما يؤدي إلى نوع من الأمن والسلام والاستقرار الاجتماعي، لما للبطالة من مخاطر اجتماعية كثيرة في حياة المجتمعات البشرية، وما التطرف والانحراف والإرهاب إلا جزء من آثارها، فضلاً عن انخراط العاطلين عن العمل في المجتمع بالجريمة والإدمان وتدهور القيم والمثل؛ لتأتي دور تأمين البطالة في توفير دخل بديل من جهة، وتدريبه على عمل آخر من أجل العودة إلى الحياة العملية جهة أخرى.
كما يهدف إلى الاستقرار الاقتصادي. حيث يعمل على تحقيق نوع من التوازن الاقتصادي في المجتمع، من خلال انتظام العاطلين عن العمل الذين فقدوا عملهم على الإقبال على شراء السلع، حتى لو لم يكن ذلك بالقدر السابق حينما كانوا يحصلون على أجر.
التعليقات