الفلسفة ،التنظير، الثرثرة، الثقافة.. الخ، اياً يكن المصطلح، المهم أن البشر يتحدثون كثيراً. هل كنا دائماً بهذا الانتفاخ؟ - ام أن الثرثرة طبيعية إنسانية؟ - الجميع يظن ان لديه ما يقوله وانه إن لم يقله فإن العالم "بالتأكيد" سيخسر الكثير. نتحدث لمجرد التحدث، نثرثر حول السياسة، الدين، الطب... الخ وكثير ممن يحوم حول حمى هذه المجالات ليس متخصصاً فيها اساساً بل و لا يملك اقل القليل مما لا يسعه جهله!. لماذا اصبحنا نثرثر بهذا الكثرة؟ وبأكثر عدد ممكن من الحروف والكلمات والجمل المنمقة؟ المعنى الذي يفهم بكلمة واحدة اصبحنا نؤلف فيه كتاباََ!. ان كثرة الحروف بلا داعي حقيقي تقتل المعانى، لان المعاني تثبت بالتكرار والتفكر والحفظ وكثرة الكلام تشتنا، وزخم المعلومات الغير مترابطة يفقد عقولنا لذة الاستنباط ويسلبها القدرة على الملاحظة، الا يمكننا حقاً ان نعتاد الأختصار فيما يستحق؟الوضوح؟ وأن يكون الكلام لغاية معينة ومخصصة والأهم... ضرورة؟
الثرثرة - الم يعد الوضوح كافياََ؟
صباح الخير ،،،
أعتقد أن كثرة المنصات التي اتاحها الانترنت هي التي شجعت الجميع على ضخ الكلمات سواء مفيدة أو غير ذلك ، كذلك اصبح الاستعراض والتباهي بالمخزون اللغوي أهم من توصيل الفكرة ، فكل من يكتب يريد ان يبهر القاريء لا ليقنعه ، الأهم عند البعض أن يأخذك في رحلة مفتوحة عامرة بالتعابير الهلامية لأطول فترة ممكنة .
ربما لا تكون المشكلة في كثرة الكلام بحد ذاتها، بل في غياب البنية التي تنظّم هذا الكلام وتمنحه وظيفة واضحة. فالثرثرة ليست نقيضًا للوضوح دائمًا، بل قد تكون أحيانًا وسيلة للفهم أو تفريغ الأفكار قبل إعادة ترتيبها. الإشكال الحقيقي يظهر حين يُستبدَل الفعل بالكلام، وحين نبدأ في استعمال اللغة لتضخيم الحضور لا لنقل المعنى. ما نعيشه اليوم هو وفرة صوتية تقابلها قِلّة سمعية. الجميع يتحدث، لكن نادرًا ما يصغي أحد. ومن هنا ربما جاءت الرغبة اللاواعية في الإطالة والتكرار، لا لإقناع الآخر، بل لإثبات الذات أمام الصمت العام. الاختصار والوضوح لا يتحقّقان فقط بالنوايا، بل يتطلبان وعيًا بالهدف وصدقًا في التوجّه.
باختصار هي تصف حالة سائدة اليوم، وعامة على منصات التواصل وحتى بالواقع، التنظير الزائد والكلام الفارغ، حتى أصبحت الثرثرة تغطي على الفهم والمعاني لا تصل، فالكل يثرثر ويفتي بكل شيء، لا مكان للتخصص، فقد تجد شخص ليس طبيبا مثلا ويفتي بأدوية وعلاج، وشخص ليس محامي ويفتي بالقانون، الكل يتحدث ربما تتجسد ذلك في البلوجرز التي تتحدث بأي شيء وكل شيء طالما سيحصلون على المال، فلماذا لا نختصر ونقول فقط ما يستحق أن يقال؟!
ليس شرطا أن تقل المشاهدات، هناك قنوات متخصصة وصاحبها يتحدث بتخصصه وناجحة جدا جدا، لأننا كأشخاص نثق أكثر فيمن لديه المعرفة والخبرة فيما يقول.
اغلب من يتبنون الثرثرة في حديثهم يعانون وهم المعرفة.
نسبة كبيرة فعلا، فالجهل يولد الثقة غالبا
التعليقات