فاجأنا آلان دي بوتون بفكرة مثيرة في كتابه "قلق السعي إلى المكانة"، وهي أن زيادة الثروات عند الشعوب الحديثة خلقت نوع من الإحساس بالدونية، لأن كل شخص أصبح يؤمن أن بإمكانه أن يصير واحد من أفضل 10 أثرياء في موطنه، فحتى يصبح كذلك فهو دائم التطلع إلى أصحاب الثروات، ودائم التأسي على حاله، وبالتالي يزداد الحسد والغيرة بشكل كبير بين الناس من الطبقات الاجتماعية المتقاربة.
والأكثر مفاجأة في آراء الكاتب أن "مبدأ المساواة بين الناس" كان له دور كبير في الغيرة والحسد أيضاً، فعندما كان المجتمع ينقسم لطبقتين فقط: الأثرياء، والفقراء، كانت طبقة الفقراء لا تحلم كثيراً سوى بالأكل والشرب، فلم يكن عندهم عادة الحسد والغيرة، فقد كانوا يظنون أنهم خلقوا كعبيد وسيظلون كذلك وهم راضون بذلك.
لكن عندما شاعت "المساواة" أصبح لكل فرد عديد من المنافسين والأقران يحزنه عندما يتفوقون عليه، لأن من المفترض أنهم "مساوون له".
كما قال الإمام الفقيه؛ العز بن عبد السلام، في معنى مقارب "والإنسان يأنف من تقديم نظيره عليه، ولا يأنف من تقديم من هو خير منه عليه"
هل تتفق مع آلان دي بوتون أن: زيادة الثروات إلى جانب مبادىء المساواة؛ خلقا عند الإنسان الحديث نوع من الحسد والغيرة من أقرانه المتفوقين؟
التعليقات