لم يعد يقتصر مفهوم التربية على توفير الأكل والشرب واللباس للطفل، بل إن الأمر يتعدى ذلك، إذ إنَّ هذه الأخيرة تسمى "بالرعاية"، وهي تختلف كثيرًا عن المفهوم الحقيقي والشامل للتربية.. إذن ما التربية؟
هناك عدة تعريفات قديمة للعديد من الفلاسفة وعلماء النفس، فيعرف جون جاك روسو التربية بأنها "تهيئة الفرص لتنمية الطفل بحسب مهاراته وميوله". كما أن للتربية تعريفًا اجتماعيًا، وهو "مدى تكوين الفرد وإعداده للمجتمع مستقبلًا".
وإذا أردنا تحديد المفهوم الأقرب، فإن التربية هي "تكوين الطفل من الجانب الجسدي والنفسي والأخلاقي والاجتماعي، بحسب ما يميزه ويؤهله من مميزات ومهارات". لكل طرف أهميته وللتربية طُرق وخصائص، لكن.. هل تتبعها الأسر العربية؟ وهل فعلاً طُرق التربية المتبعة حاليًا ناجعة وتشمل كل جوانب الطفل؟
في الحقيقة ومن خلال الصحة المدرسية، لاحظ الإداريون أن الغالبية الكبرى من الأهل يعتبرون الرعاية (المذكورة أعلاه) هي التربية. فمع كل استدعاء لأولياء الأمور، فإن أول جملة تكررها الأمهات: "ابني -أو ابنتي- لا ينقصه شيء، كله متوفر، أكل، شرب، لباس"، وهذه الجملة شائعة جدًا، فما لم يدركهلكن أولياء الأمور أن الزمن تغيّر كثيرًا، و أن هذه الطريقة لم تعد تجدي نفعًا في التربية السليمة. فيا ترى ما الأخطاء الشائعة في التربية اليوم؟
التعليقات