انتشر خلال اليومين الماضيين فيديو لطبيبة تشارك محتوى حول الحمل غير الشرعي، والحالات التي تذهب لها في العيادة أو بالمشفى، وحجم تفشي هذا النوع من العلاقات غير المشروعة والتي ينتج عنها حمل غير شرعي، حمل سفاح وخلافه، وأنه يجب على الأمهات الانتباه لبناتهم والتفرغ لتربيتهم، ذكرت مواقف بالتفصيل ولكن دون إفصاح عن الاسماء، مؤخرا تم تحويلها للتحقيق من قبل النقابة وتقريبا من النيابة، ويطالب بشطبها بالنقابة، الناس انقسمت لطرفين، فريق يرى أنها لم تخطىء وأنها توعي الناس نتيجة للحالات التي رأتها ولم تكشف عن معلومات تخصهم، على عكس الفريق الثاني والذي يجد أنها أخطأت وشهرت بالحالات من خلال قصصهم والتي يسهل التعرف عليهم من المقربين لهم، ويطالبون بشطبها من النقابة، أردت معرفة رأيكم، خصوصا أن هناك الكثير والكثير من هم أسوأ على التيك توك وخلافه ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم.
هل يحق للأطباء نشر قصص عامة حول حالات طبية واجهوها بهدف التوعية، أم يعتبر ذلك انتهاكًا لأخلاقيات المهنة وحقوق المرضى؟
بشكل عام لو الهدف التوعية كما ذكرتي بالعنوان دون فضح أي شيء له علاقه بحالاته، أو حتى علامات قد تميزهم، وقبل كل ذلك أسلوب التوعية نفسه مهم، لكن ما فعلته الطبيبة كان به تجاوزات واتهامات موجه بشكل عام للمجتمع ككل، بجانب الأسلوب الحاد والألفاظ التي لا تليق بطبيبة، أقسمت على سرية معلومات مرضاها، فقد كان يمكنها التوعية حول اهمية تربية الأولاد ولكن دون سرد تفصيلي للقصص التي طرأت عليها بعيادتها أو مشفاها بشكل تفصيلي يمكن المقربين منهم معرفتهم، لا ينقص سوى ذكر أسمائهم، واضح جدا من الطريقة أنها تريد تصدر التريند وحدث ذلك فعليا، أما عن معاقبتها لست مع حبسها ولكن مع التحقيق معها كطبيبة من قبل نقابة الأطباء قد يكون كافيا
صحيح أسلوبها حاد لكن أراه انعكاس للمصائب التي تمر عليها، كانت مصدومة من تفشي الأمر، ومن كم الحالات التي تمر عليها يوميا، واعتقد هذا حال الأطباء بالعموم، بجانب إن أي شخص يعمل ويجد شيء مخالف وارد يحكي عنه، نسمع محاميين يحكوا عن قضايا عملوا عليها دون ذكر أسماء، وغيرهم لماذا رد الفعل تجاهها كان عنيفا في حين كان يمكن النظر في حل هذه الظاهرة بدلا من تفشيها
ليس هناك مبرر لأن تخرج طبيبة لديه وعي مناسب بأسلوب همجي كما بالفيديو، وتقول عبارات تحسب عليها سب وقذف، لا يوجد مجتمع خال من الأخطاء أو المعصية نحن لسنا بالجنة، نحن على الأرض لذا الواجب كان التوعية بأسلوب طيب يعكس حجم المشكلة ويرشد لحلول عملية تقلل وتعالج بنفس الوقت قدر المستطاع وليس فقط بعرض السلبيات والتركيز عليها يصدر صورة سلبية عن الوسط وهذا قد يكون غير صحيح
بجانب إن أي شخص يعمل ويجد شيء مخالف وارد يحكي عنه، نسمع محاميين يحكوا عن قضايا عملوا عليها دون ذكر أسماء، وغيرهم
المحامي لو خرج وذكر تفاصيل قضية حساسة تضاهي حساسية ما كانت تقوله، بتفصيل يكشف عن هوية الموكل من مقربيه كان سيهاجم بنفس الطريقة، ولكنه سيكون أذكى من ذلك لانه يعلم القانون وأنه قد يحاسب للإساءة أو الألفاظ غير اللائقة
المؤسسات بأوروبا يوضحون هذا للأطباء بلوائح العمل الأخلاقية، يطلبون منهم أنه يجب على الأطباء توخي الحذر الشديد لضمان الحفاظ على سرية المريض بأنه حتى إن لم تُذكر أسماء المرضى، يمكن لبعض التفاصيل أن تكشف عن هوياتهم لذا يُفضل التركيز على الأعراض والعلاج بشكل عام وتجنب أي تفاصيل شخصية أو جغرافية قد تشير إلى المريض.
بعض المؤسسات الطبية قد تضع إرشادات إضافية للتأكد من احترام خصوصية المرضى ولكن مؤسساتنا عبس يهتموا بهذا الموضوع للاسف، نحن نحاسب فجأة!
أعتقد أن جميع ممارسي المهنة لديهم معرفة بأخلاقياتها لكن المشكلة في التطبيق، ومن الواضح أن حرية المحتوى على السوشيال ميديا وعدم الرقابة جعل هناك تخيل أن أي شخص يمكنه أن يقول أي شيء من أجل التريند
ولكن هو فعلاً برأيي، يمكن لأي شخص أن يقول أي شيء لأجل الترند وهذا حق إنساني طبيعي ولكن المشكلة أننا نعدم اللوائج والشروط التنفيذية الاخلاقية للمهنة المفصّلة بشكل كبير، هل نعتني كالأوروبيين في كل مجال بصناعة ال ethics board كما يسمى عندهم مهما كان العمل الذي نمارسه بسيطاً؟ لا ولذلك نواجه هذه المشاكل ونعتبط حلول تزيد الطين بلة
ولكن هذه ليست توعية، هي لم تفصح عن الأسماء ولكن ما أفصحت عنه كافي لأن يعرف الجميع عن من تتحدث هي، كان من الممكن أن تتحدث بشكل عام وتتحدث بخطاب توعوي عام دون التوجه لحديث متعمق عن حالات بعينها.
واظنها كانت تقصد ذلك ولكن انقلبت الطاولة عليها، وبالمناسبة أرى التوجه القانوني ضدها غير مدفوع لحماية اسماء الحالات بقدر ما هو مدفوع بغرض الحماية لاسم المهنة والعاملين بها
تابعت ذلك الفيديو , وارى أن الطبيبه لم تخطىء أبدا فمثلها كمثل الفقيه يحكى عن حالة معينه حدثت , والغرض فى الحالتين هو توعية المجتمع وبالاخص أن الطبيبه لم تذكر اسماء.
وكان على النقابه أو النيابه التحقيق بالامر بصور مغايرة حفاظا على المجتمع بدلا من اتهام الطبيبه , الادوات الرقابيه بمجتمعاتنا أصبح لها دور أكثر فى عدم الافصاح عن المشكلات والتكتم عليها (حفاظا على السلم المجتمعى ) على حساب علاج المشكلات علاجا حقيقيا واقعيا .
ولو أن تلك الهيئات تقوم بدورها المنوط لها فعلا , لصار لها من الموثوقيه عند الناس ما يجعلهم لا يسئلون لماذا اتخذت هذا القرار.
لعلك تابعت ما نشرته وسائل إعلام ليبيه عن وزراة الداخلية لبعض الاجراءات المتخذة لضبط الشارع الليبى , وردود الافعال تجاه هذا الامر المؤيده بشده لها داخل ليبيا وخارجها , قد نتفق أو نختلف حول محتوى القرارات لكننى لم أجد معاضه من داخل ليبيا توحى بان المواطنين ممتعضون من هذه القرارات . إن ظبط الشارع مسئوليه مشتركة بين الهيئات والمواطنين على سواء ,وعلى الهيئات أن تضع يدها على المشكله إبتدءا بدلا من التكتم عليها ومحاسبه من يكشف المشكله.
لكن هل تعتقدين أن لدينا دور مكاشفى كما فعلت الطبيبه ؟
قضية الطبيبة وسام شعيب أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع المصري بعد نشرها فيديو يتناول حالات الحمل غير الشرعي التي تواجهها في عملها كطبيبة نساء وتوليد. الفيديو كان يهدف إلى توعية الأمهات والبنات حول مخاطر العلاقات غير المشروعة، ولكنه تضمن تفاصيل حساسة عن بعض الحالات دون ذكر أسماء، مما أدى إلى انقسام الآراء حوله12.
من جهة، هناك من يرى أن الطبيبة كانت تحاول نشر الوعي حول قضية مهمة تواجهها يومياً في عملها، وأنها لم تفصح عن أسماء أو معلومات شخصية يمكن أن تكشف هوية المرضى. هؤلاء يرون أن نيتها كانت صافية وأنها لم ترتكب خطأً يستوجب العقاب الشديد1.
من جهة أخرى، هناك من يعتبر أن نشر مثل هذه التفاصيل حتى دون ذكر الأسماء يمكن أن يؤدي إلى التعرف على الأشخاص المعنيين من قبل المقربين منهم، مما يشكل انتهاكاً لخصوصيتهم ويخالف أخلاقيات مهنة الطب. هؤلاء يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة ضدها لحماية حقوق المرضى والحفاظ على سرية المعلومات الطبية23.
في النهاية، القضية تتعلق بالتوازن بين حرية التعبير ونشر الوعي من جهة، وحماية خصوصية المرضى واحترام أخلاقيات المهنة من جهة أخرى. من المهم أن يتم التحقيق في الأمر بشكل عادل ومنصف لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
ما رأيك في هذا الموضوع؟ هل تعتقد أن نشر الوعي حول قضايا حساسة يستحق المخاطرة بخصوصية الأفراد؟
التعليقات