إلى أي مدى تصل أهمية استحضار المعنى الشخصي عند الرغبة في تحقيق هدف ما؟

أعتقد أن وجود غاية من أهدافنا بالتأكيد لها تأثير، وكلما كانت الغاية قيمتها أكبر بالنسبة للإنسان كلما كان على استعداد للتضحية من أجلها وبذل قصار جهده لينجزها، وحتى أرى أن الكثير من هذه الغايات قد لا تكون شخصية بل تكون في بعض الأحيان متعلقة بالمجتمع أو الدين وهذه أيضًا غايات قوية جدًا في حث الإنسان على بذل الجهد.

لما تماشى الهدف عندي بالجامعة بترك الجامعة فترة مؤقتة والعمل مع قيمة مساعدة أهلي استطعت القيام بذلك بسهولة فعلاً، يصبح أكثر من مجرد هدف خارجي لا يعنيني، بل يتحول إلى مهمة شخصية، وتصبح ذات هذه الارتباطات بالمعنى هي المخلّص الأساسي لكل ورطة أو عثرة أثناء العمل على الهدف، وباختصار أستطيع أن أقول أن ما شعرت به وقتها هو أن الرحلة أصبحت نحو الهدف مرضية وليس فقط النتيجة النهائية لهذه الرحلة.

أعتقد أن استحضار المعنى الشخصي له أثر كبير جدًا في قابليتنا لتحقيق الأهداف، خاصةً تلك التي تتطلب إصرارًا واستمرارية على المدى الطويل.

عندما يكون الهدف له معنى شخصي بالنسبة لنا، فإننا نجد دافعًا إضافيًا للتفاني والعمل بجدية نحو تحقيقه، حتى في أوقات الكسل أو الإحباط التي قد نواجهها في منتصف الطريق، وسيكون دافعًا عميًا لتجاوز التحديات والمصاعب التي قد نواجهها.

شخصيًا، أظن أن أكثر الأهداف التي تحملت الصعوبات من أجلها وشعرت بلذة الوصول إليها هي تلك المرتبطة ارتباطًا وثيقًا برغباتي.

بالفعل رغدة، عندما نقرن هدفا ما بمعنى شخصي، نستطيع تحدي الصعوبات التي تواجهنا في سبيله، ونصبح أكثر إصرارا على تحقيقه، لأن دوافعنا شخصية نابعة من رغبتنا، التي تمثل جزءا منا.

وما هي مقترحاتكم لتطويرها؟

اعتقد أن الحاجة لتطوير علاقة تلك الرغبة بتحقيق الأهداف، هو عدم اقتصرها علي الارتباط بالرغبات الحسية والإنسانية فقط بل بالوصول لتطلعات مادية أيضًا فمثلًا كما قلتي

"أنا أريد أن أتعلم مهارة التواصل الجيد، حتى يحبني الناس الذين أتعرف عليهم."

ماذا لو أضفنا لها "وحتى أتمكن من توثيق صلتي بعملائي وبناء شبكة معارف لتوسيع أعمال"، اعتقد ذلك قد يجعلها أكثر صلة بالواقع وبأهدافنا المادية.

أحيانًا عندما يتعرض الإنسان لنقص الثقة بالآخرين نتيجة لخذلان، فإنه يتخلى عن الدوافع العاطفية ويخرجها ولو مؤقتًا من دائرة حساباته، فيشعر أنه لا يريد أن يقدم للآخرين أكثر مما يقدمونه. أما عن الدافع المادي فالإنسان يسعى دومًا لتحسين أوضاعه العملية والمعيشية.

من شرحك للموضوع، أحسست أنها نفس فكرة استحضار النية عند العمل، هل ما فهمته صحيح؟

ففي الإسلام، النية عليها العامل الأكبر في قبول العمل. واستحضار النية يكون ضروريا حتى لو كان العمل بسيطا. أنا أحضر الطعام مثلا للأهل والأقرباء؛ فنستحضر النية بأنه إطعام، وأنه لتأليف القلوب، والاجتماع على الخير، وزيادة البركة. وهي بالطبع من أفضل ما يدفع الإنسان على عمل خير.

وإذا نظرتي لها بالعكس، فهي أيضا من أفضل ما يمنعه عن ارتكاب الشر؛ لأنه يستحضر كل النوايا التي تمنعه من فعل ذلك الفعل السيء (رجاؤه في الجنة، وخوفه من الله، خوفه من الموت على ذلك الذنب).