في حياتي بعض العلاقات المُقربة إلى قلبي وأصحابها أصحاب مَعَزة خاصة، ولكني أكاد أتذكر أنّ كل علاقة منهم تقريبًا مرت بفترة من النفور اللاإرادي. فجأة أشعر أنني لا أريد الاقتراب أو الحديث وتصبح كل أفعال الشخص بالنسبة لي مدعاةً للغضب والاستفزاز. بالطبع لا يعرف أحد منهم عن هذا ولا أختلق المشكلات في تلك الفترة وإنما أشعر بأنني أريد الابتعاد وحسب، وبعدها تمر تلك المشاعر ويعود الاتزان مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن. فاجعلوني أشعر أني لست وحيدة، هل يوجد هنا من هو مثلي؟ وكيف تتعاملون معها؟

هذه الحالة تشيع بين الأزواج، ويُقال عنها أنها تصيب الحياة الزوجية غالبًا وعلى الزوجين أن يكونا واعيين ويتعاونا لتخطيها بسلام. أمّا بعيدًا عن حالة الأزواج فالشعور بالنفور تجاه شخص مقرب فجأة يستوجب معرفة السبب، وكما لا يوجد دخان بدون نار، فليست هناك نتيجة دون سبب. الفكرة فقط أن هذا السبب يكون مكتومًا داخلنا ولم نصارح به أنفسنا أو الطرف الآخر؛ فنتصرف وفقًا لهذا تصرفات عدائية نافرة وبعيدة كل البعد عن القرب الذي كان مترسخًا بالعلاقة. لذا أنا اقول إن العلاقة الوحيدة التي لن تمر بهذا هي العلاقة التي بها مساحة كافية من المصارحة والمواجهة تمكّن الطرفيين من تحطيم أي مشاعر سلبية أول بأول بدلًا من مراكمتها وتركها تؤثر على العلاقة.