من المهم إدراك أن ذكرياتنا ليست ثوابت مطلقة، فهي مجرد قصص نرويها لأنفسنا، ونستطيع إعادة صياغتها، فكل تجربة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تحمل درسًا يمكننا الاستفادة منه ويكون مصدرًا للإلهام والتشجيع.

فالذكريات الإيجابية تذكرنا بإنجازاتنا وقدراتنا، وتعزز ثقتنا بأنفسنا، ففي ذكرى إنجاز كبير، نستمد القوة والثقة لمواجهة تحديات جديدة، وفي ذكرى لحظة عصيبة أو في ذكرى فشل أو خيبة أمل، قد نغرق في مشاعر سلبية مثل القلق والخوف أو عدم الثقة بالنفس، نتعلم الدروس والعبر لعدم الوقوع في الأخطاء في المستقبل. والسؤال هنا كيف يمكننا التعامل مع ذكرياتنا التي تكون عائق لتقدمنا؟

لمسامحة أنفسنا علينا أولًا أن نعترف بمشاعرنا ولكي نحقق ذلك علينا أخذ بعض الوقت للتفكير في مشاعرنا تجاه الماضي، والتحدث إلى أشخاص نثق بهم، ثم الإعترف بالمشاعر دون إصدار أحكام على النفس أو على الآخرين، ثانيًا التفهم، فهم الدوافع ودوافع الآخرين في الماضي، وأن نضع في الحسبان أن الجميع يخطئ ويتعلم من تجاربه، وأن نضع أنفسنا مكان من نريد أن نسامحه، ثالثًا التعاطف، بأن نكن لطفاء مع أنفسنا ومع الآخرين، وتذكر أن الجميع يمر بتجارب صعبة، ثم منح النفس ومنح الآخرين فرصة للتعلم والنمو، رابعًا التسامح، ولا يعني التسامح نسيان ما حدث أو التغاضي عن الأذى، بل يعني التخلي عن الغضب والاستياء، فإن التسامح قرار واعٍ بأن لن ندع الماضي يسيطر على حياتنا، كما أن تحدّي الأفكار السلبية، والتركيز على الإنجازات، والتعلم من الأخطاء، تجعلنا نستخدم ذكرياتنا بحكمة لخلق حياة مليئة بالسعادة والنجاح، بالإضافة إلى ذلك التركيز على ما يحدث الآن بدلاً من التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، والتركيز على ما لدينا بدلاً من التركيز على ما فقدناه.