في ناس بترتكب ذنوب لكن بتصلّي وبتقرأ قُرآن وبتتصدّق وبتنصح غيرها بالبُعد عن الذنوب والمعاصي، والحقيقة إن دا مش نِفاق خالص، دا عبد بيحب ربّه، أه هو مش مُستقيم بنسبة 100% لكن برضو مش بعيد عن ربنا خالص، فبيحاول على أد ما يقدر يحافظ على عِلاقته بربه بالصلاة والقرآن والدُعاء وأكيد هييجي يوم والشخص دا هيستقيم من غير ما يميل مرة تانية، عشان كدا دايمًا حافظو على عِلاقتكو بربنا مهما ارتكبتو ذنوب، رحمة الله وسعت كُل شيء.
خليك قريب من ربنا
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر: 53) فهذه الآية دليل واضح على رحمة الله الواسعة وفضله على عباده، فالإنسان المسلم عليه أن لا يقنط من رحمة ربه، والإنسان الذي لا يخطئ عليه أن يسأل الله الثبات، والذي يخطئ عليه أن يعوّد نفسه على التوبة، وأن يعزم على عدم العودة للذنب ويسعى لذلك، وأن يقوم بعادات حميدة تمنعه عن الوقوع في المعاصي والذنوب، والصلاة هي التي تربي الإنسان وتقرّبه من ربه، ومهما يقع الإنسان في المعاصي فلا ندري إن كانت له خبيئة بينه وبين ربه، فلا نحكم على الناس بل ننصحهم بالتي هي أحسن.
نعم هذا صحيح وليس لنا حق أن نقول عن مثل هذا الشخص أنه منافق. إطلاقاً لا يحق لنا. ولكن أعتقد أن الفيصل في ذلك هو التوبة النصوح كل مرة. بمعنى لا مشكلة من الخطأ مرات عديدة وحتى ارتكاب نفس الخطأ ولكن المهم أن يعقد أحدنا العزم وينتوي ألا يعود مطلقاً إلى الخطأ. ثم إذا غلبته نفسه وعاد كان كأنما يفعل الذنب لأول مرة وهو مع كل هذا يصلي ويقرأ القرآن وينصح غيره وأعتقد أننا كلنا هذا الشخص. ولكن لا أحب من يستخف بالمعاصي وهو في نفس الوقت يفعل الطاعات فهذا يكون كالمستهزئ بربه على حسب حديث من الأحاديث.
الإنسان ليس معصومًا من الخطأ وخلق ليرتكب الذنوب والمعاصي، لكن الحب والاقتراب من الله يعني السعي لتصحيح الأخطاء والاستمرار في العمل الصالح والتوبة الصادقة. الصلاة وقراءة القرآن والتصدق والنصح لغيرها بالخير هي أسباب لقرب الإنسان من ربه وليست نوعًا من النفاق بل تعبير عن الإيمان والتواضع والرغبة في التقرب من الله.
الاعتراف بالخطأ والتوبة منه والسعي للتحسن هو جزء من رحمة الله الواسعة والتي لا تحدها ذنوب الإنسان. لذا، دائمًا يجب علينا أن نحافظ على علاقتنا بالله وأن نسعى للتقرب منه بكل ما نستطيع،متمسكين بالأمل في رحمته وعفوه.
في ناس بترتكب ذنوب لكن بتصلّي وبتقرأ قُرآن وبتتصدّق وبتنصح غيرها بالبُعد عن الذنوب والمعاصي، والحقيقة إن دا مش نِفاق خالص.
النفاق هو أن ينصح الإنسان غيره بترك ما يقوم هو بفعله سرا، أو يلوم على غيره وينهره إذا أخطأ أو أذنب بفعل معين وهو نفسه يرتكب من الذنوب والأخطاء ما قد يفوق ما لام غيره على فعله، وتلك النوعية من الأشخاص لا أطيقهم، فهم لا يخادعون أنفسهم فقط، بل مدعين للنزاهة وحسن الأخلاق، وهم بعيدين كل البعد عنهما، الأولى دائما واخيرا أن يبدأ الإنسان بإصلاح نفسه ومن ثم يكون قدوة للآخرين.
التعليقات