قد تكون مارًّا في طريق ما!، أو تدخل على أناسٍ في مكان ما!، فتجد شخصًا لا تعرفه!، لكن للوهلة الأولى تجدك مثار إعجابه واهتمامه!، وربما لو تكلمت معه قليلًا استحوذت على عقله وقلبه معًا، فصار الإعجابُ حبًّا، وصار معك مسلوب العقل والفؤاد، ثم لو تدبرت قليلًا وسألت نفسك، ما الذي حدث؟ وما الذي جعله يعطيك كل هذا الاهتمام والتقدير؟! هل هناك مصلحة؟، هل يريد منك شيئًا ؟، ربما لا تجد جوابًا مقنعًا!.

لذا ؛ يُعدّ الجذب الإنساني ظاهرةً طبيعيّةً وفطريّةً، حيث يُمكن لشخصٍ ما أن يجذب انتباه وإعجاب الآخرين دون بذل جهدٍ واضح.

فما هي الصفات التي تجعل من شخصٍ ما، محطّ إعجاب الآخرين؟

هل يمكن أن يكون السبب جمال الصورة؟!، لا شكّ أنّ الجمال الخارجي يلعب دورًا هامًّا في الجذب، حيث إنّ الأشخاص ذوي الملامح المتناسقة والمظهر الجذاب يحظون بمكانةٍ خاصة في نظر الآخرين.

وربما تكون القوة، قوة الشخصية، والقوة الجسدية، من العوامل التي تُثير إعجاب بعض الناس، خاصةً في بعض المجتمعات.

وربما يكون الذكاء هو السبب؟!، والذكاء من الصفات التي تُثير إعجاب الناس وتُجذبهم، فالشخص الذكيّ، المُثقف، يُثير فضول الناس ويُحفزهم على التفاعل معه.

ربما، وربما، وربما!.

لكن لا تنس أن هناك عوامل جذب روحية هامّة، كالتواضع، فهو من أهمّ الصفات التي تُضفي على الإنسان هالةً من الاحترام والتقدير، فالشخص المتواضع قريب من الناس محبوبٌ.

واللطف والبشاشة، فهاتان الصفتان من أهمّ الصفات التي تُضفي على الإنسان جاذبيةً خاصة، فالشخص المرح اللطيف، صاحب الطُرفة، والقدرة على إدخال السرور على الآخرين، يخلق جوًّا من البهجة والسعادة، ممّا يجعله محطّ إعجاب الجميع.

والكرم كذلك من الصفات التي تأثر الناس وتملكُهم، فالشخص الكريم مثار إعجاب الآخرين، يقال: (احتج إلى من شئت تكن أسِيرهُ، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره).

فالجذب ليس مجرّد مظهرٍ خارجي، بل هو مزيجٌ من الصفات الشخصية والطبائع النفسانية، كالذكاء، والجمال، والقوة، واللطف، والتواضع، والكرم.

وتذكَّر هذا الحديث النبوي:(الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ)!، لتعلم أنَّ الأرواح تميل عادة إلى ما يشبِهُهَا ويشاكِلُهَا في الطباع والصفات، لتندمج معه، وتركن إليه!.