تشكل الجماعة التي ننتمي إليها جزءا هاما من حياتنا، وتؤثر بشكل كبير على اختياراتنا الشخصية، سواء كانت هذه الجماعة قبيلة أو بلدة أو مذهب أو مهنة، فمنذ الصغر نتعلم من عائلاتنا وأصدقائنا ومعلمينا قواعد السلوك والمبادئ والقيم التي تشكل أساس قراراتنا حيث تؤثر القوة الاجتماعية متمثلة في العائلة التي ننتمي إليها ضغوطا علينا وعلى أعضائها.

فلكل عائلة قواعدها وقوانينها الخاصة التي يخضع لها أفرادها والامتثال إلى أوامر زعيمها وقائدها، وتصدر العائلة المعلومات والمفاهيم والأصول المتبعة إلى أفرادها مما يجعل الأفراد يسيرون على نمط يحقق لها ولأعضائها إمكانية التنبؤ المسبق بسلوك بعضهم، وعلى سبيل المثال قد تفرض العائلة على أعضائها عدم الزواج من خارج القبيلة للإناث أو الذكور على حد سواء.

كما أن المعايير الاجتماعية تحدد أسلوبنا وطريقتنا في التصرف في مواقف معينة مثل الدخول إلى المستشفى فيمنع التدخين ومثل الدخول إلى المكتبة فيمنع الكلام بصوت عال، أو عدم ارتداء ملابس معينة لأنها تعتبر غير مقبولة في عائلته والامتثال إلى التصرف المتبع في هذه الأماكن والمواقف.

يؤدي الشعور بالانتماء إلى رغبة الفرد في اتباع معايير العائلة وقواعدها، فذلك يشعره بأنه مقبول من قبل أعضائها، كما أن الامتثال إلى أعراف العائلة يعد رغبة من الفرد في الانتماء للقبيلة ونظامها.

أما الثقافة التي نعيش فيها تؤثر على اختياراتنا الشخصية بشكل كبير، فمثلا، فقد يختار الفرد عدم تناول بعض أنواع الطعام لأنها تعتبر غير مقبولة في ثقافته، أو ارتداء بعض أنواع الملابس، أو الامتناع عن التحية بشكل معين لأن ذلك مهين في ثقافته بالنسبة للرجل أو المرأة.

كما أن وسائل الإعلام لها دور كبير في التأثير على اختياراتنا وتوجيهنا إلى شيء معين مثل منتج تجاري في إعلان أو مرشح حزبي أو رئاسي، أو توجه معين لتحقيق أهداف معلنة أو غير معلنة، أو لقياس الرأي العام واختبار تطبيق لقرار مستقبلي.

ومن يقاومون تأثير الجماعة سواء كانت العائلة أو القبيلة أو المهنة أو الفئة على الاختيارات الشخصية، هم الأفراد الذين يثقون في أنفسهم وفي قدرتهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة مهما كان توجه الجماعة أو العائلة، وكما أن الوعي الذاتي يساهم بمعرفة المشاعر والأفكار، وفهم كيفية تأثير القبيلة على الأفراد، بالإضافة إلى التفكير النقدي في الرسائل التي ترسلها القبيلة للأفراد، وأن لا يتم قبولها بشكل أعمى.