يعيش الكتاب في هذا الزمن أزمة تهدد وجودهم واكتساحهم الساحة الأدبية بإعمالهم، فبهذا العصر الجديد المعتمد على التكنولوجيا، أصبحت المؤلفات الورقية تقيم حسب شهرتها وذيوع صيتها، وذيوع صيتها نفسه لم يعد الحصول عليه مقتصرا على جودة الكتابات، إنما نتاج تسويق يتطلب كما بالغا من الانسلاخ عن الجانب الأدبي بغية استقطاب كم أكبر من المشاهدين، فيجد نهاية الكاتب الممتاز نفسه تحت ضغط كبير يحاول جاهدا فرض نفسه وجعل كلماته وآرائه المراد نشرها متناولة. ولا يُقصد هنا أن التسويق جميعه في العالم الرقمي ليس مفيدا تماما، بل هو كذلك، فأنى لنا نقرأ كتابا جيدا دون أن نعرفه؟ لكن رغم ذلك فيقع على عاتقنا إحياء الثقافة والأدب مجددا من خلال الاهتمام بها في هذا العصر الرقمي، الذي جراء رأي الأغلبية من غير المهتمين للثقافة، جعلوا أسلوب التسويق يقتصر على الانسلاخ والاهتمام بالجانب الكوميدي وإثارة الجدل المبتذلة.