يعيش الكتاب في هذا الزمن أزمة تهدد وجودهم واكتساحهم الساحة الأدبية بإعمالهم، فبهذا العصر الجديد المعتمد على التكنولوجيا، أصبحت المؤلفات الورقية تقيم حسب شهرتها وذيوع صيتها، وذيوع صيتها نفسه لم يعد الحصول عليه مقتصرا على جودة الكتابات، إنما نتاج تسويق يتطلب كما بالغا من الانسلاخ عن الجانب الأدبي بغية استقطاب كم أكبر من المشاهدين، فيجد نهاية الكاتب الممتاز نفسه تحت ضغط كبير يحاول جاهدا فرض نفسه وجعل كلماته وآرائه المراد نشرها متناولة. ولا يُقصد هنا أن التسويق جميعه في العالم الرقمي ليس مفيدا تماما، بل هو كذلك، فأنى لنا نقرأ كتابا جيدا دون أن نعرفه؟ لكن رغم ذلك فيقع على عاتقنا إحياء الثقافة والأدب مجددا من خلال الاهتمام بها في هذا العصر الرقمي، الذي جراء رأي الأغلبية من غير المهتمين للثقافة، جعلوا أسلوب التسويق يقتصر على الانسلاخ والاهتمام بالجانب الكوميدي وإثارة الجدل المبتذلة.
مُعضلة العصر الرقمي بين الكُتاب والساحة الأدبية
بالفعل يعيش الكتاب هذا النوع من الشعور، فما تتحدثين عنه بعتبر فعلا إحدى معظلات العصر الرقمي بين الكتّاب والساحة الأدبية فهي بمثابة تحدّ كبير بحيث يواجه الكتّاب تحولًا في وسائل النشر وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على توجيه الانتباه فيجد في الغالب الكتّاب أنفسهم بين التحدي الرقمي والحاجة للابتكار للوصول إلى جمهور واسع، وفي الوقت نفسه، يظل الحافظ على الجودة الأدبية تحديا مستمرا في هذا السياق.
اكبر مثال على ما تقولينه هم المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين استغلوا شهرتهم واصدروا كتب وروايات من تأليفهم وهم لا يعرفون أي شيء لا عن الكتابة ولا عن التأليف، وإذا بحثنا سنجد أنهم ربما حققوا نجاحات ومبيعات اكثر من اعمال تستحق فعلا أن يتم قراءتها، والسبب فقط هو الشهرة وفضول القراء حول الشخص نفسه، فحتى وإن كان اغلب من اشترى على دراية جيدة بأن العمل مجرد هراء لا يستحق القراءة، ولكن الفضول يدفعهم لمعرفة الى أي درجة كان هذا العمل سيئا، فالامر تجاري بحت والغرض منه هو التربح فقط بالنسبة لهؤلاء، هم لا يهتمون بإضافة أي قيمة ولا فائدة حقيقية بأعمالهم.
صحيح التحولات الرقمية اليوم أحدثت تحولًا هائلًا في عالم الكتابة والأدب، وقد قدمت فرصًا جديدة وتحديات جديدة على الكتاب مع توفر المحتوى الرقمي عبر الإنترنت، أصبح الوصول إلى الكتب والمقالات أكثر سهولة هذا قد يؤدي إلى زيادة في كمية المحتوى المتاح وتشتت اهتمام القراء.
والأدهى أن المحتويات ذات الطابع الترفيهي والكوميدي لها شعبية أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن يتم تداولها بسرعة كبيرةوهذا التركيز الزائد على هذه الأساليب يتسبب في تحجيم الأعمال الأدبية العميقة والمعقدة.
يواجه الكتّاب ضغوطًا لإنتاج المحتوى بشكل مستمر للمحافظة على وجودهم في الساحة الرقمية. هذا الضغط قد يؤثر على جودة الكتابات والتأثير الثقافي العميق و التركيز الزائد على التسويق والشهرة يؤدي إلى تقدير الكتب بناءً على انتشارها أكثر من قيمتها الأدبية، مما يؤدي إلى تقليل اهتمام الجمهور بالقراءة الجادة.
أختلف في نقطة معينة، وهي أن الكاتب الناجح هو من يستطيع تطويع كلماته بمعني، أنا كتبت رواية أدبية، هل بكل هذا الجهد لا استطيع تغيير كلماتي لتتناسب مع الجمهور الذي سيقرء روايتي، الكاتب المبدع هو من يستطيع مخاطبة أكثر من نوع من البشر وتغيير طريقته لتناسب الجمهور
فإن كنت سأكتب رواية، يمكنني أيضاً تغيير طريقتي للترويج له بطريقة سهلة وجذابة تجذب القارىء وتجبره على قراءة الرواية
بحسب الأبحاث فإن تركيز هذا الجيل انخفض لحوالي ٦ ثوان، لذلك يجب تطويع اللغة والطريقة لجذب انتباههم أولاً، وهذا يكون عن طريق صناعة محتوى يجذبهم لك أولا.
أما عن دور النشر فأصبح لها ممارسات عقيمة ولكن يمكن للشخص بناء قاعدة جماهيرية فقط بالتسويق بالمحتوى وهو من العناصر الفعالة بهذا الشأن.
التعليقات