مجهودنا اليومي لبناء مستقبل آمن وتقاعد مريح يبدو بأنّهُ مُهدد بظروف اقتصادية متقلّبة لحظياً ويبدو أنّ هذا التقلّب اليومي صار سمة رئيسية للاقتصاد في العصر الحالي، ولذلك أواجه سؤال منطقي مُلحّ يخطر لي دوماً: كيف يمكننا التحضير لتأمين تقاعد مريح في مثل هذه الأوقات المضطربة؟ 

كانت الإجابة سهلة قديماً ربما، الادخار بجد لجزء من الدخل هو حل لمسألة التقاعد ولكن مع هذه الاضطرابات الاقتصادية صارت هذه العقلية برأيي تعجز عن توليد العائدات اللازمة للتغلب على التضخم ومواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة. 

ولذلك أنا أفكّر حالياً بالاستثمار ليكون حل منطقي عصري لتأمين مسألة التقاعد! للعديد من الأسباب أهمها برأيي إمكانية النمو، حالياً عقلية الادخار تقدّم لنا نمو بطيء ثابت نحو الهدف، بينما الاستثمار هو تحقيق عوائد أعلى، حيث يمكن أن تعمل الفائدة المركبة على تحقيق العجائب في هذا الأمر، هذا طبعاً ناهينا عن أنّ الاستثمار يحمي من التضخّم، ألم نلاحظ في أنّ حسابات توفير التقاعد حالياً تعاني لمواكبة التضخم؟ الاستثمار عوضاً عن الإدخار يؤمّن الإنسان في هذه النقطة، حيث يجعله قادر على التكيف مع التضخم بشكل أفضل مما يساعد مدخراتنا التقاعدية في على الحفاظ على قيمتها وهنا لا أتحدّث عن استثمارات مالية عالية القيمة وفقط، يمكن أيضاً أن نستثمر في معرفتنا، فطرح مُنتج رقمي جاهز مثلاً على بيكاليكا قد يُمثّل دخل سلبي دائم يدعم مدخراتنا ويشكّل قناة تضمن تدفّق مستمر للدخل. 

وهذا ناهينا عن أن الاستثمار يقدّم لنا فرصة تقاعد مبكرة!

ما الذي أعنيه بفرصة تقاعد مبكرة؟

الدخل العالي الذي يتحصّل بالاستثمار عادةً ما ينجح ليشكّل هو بذاته وبكثافته تقاعداً مباشراً، في حال نجح الشخص المُتبنّي لفكرة الاستثمار فهذا الأمر قد يفتح رزقاً كبيراً يُغني من لحظة النجاح عن العمل لطوال العمر ربما!

أخيراً: وأنت؟ كيف ترى المسألة؟ ما هي حلولك أو خطتك للتقاعد في ظل الظروف الاقتصادية المتقلّبة هذه التي تعصف بالعالم؟ شاركوني آرائكم!