أحيانًا ينضم الواحد منا إلى جلسة تُفتح بها موضوعات يختلط بها التاريخ بالعلوم والسياسة بالكيمياء العضوية أحيانًا، وانتهاءً بالتعقيب على آخر الأحداث.

ويكون كل شخص مطالبًا بالتعقيب على الموضوع وفق معرفته الخاصة حتى لا يقال عنه إنه لا يعلم. هذا ما ألاحظه أنا بالجلسات ولا أعتقد أنه يخفى على أحد.

تمام هذا شيء جيد، أن نتشارك التعبير عن آرائنا وأفكارنا حول الموضوعات، ولكن الأمر يصبح بلا معنى حقًا حين يصبح امتلاك رأي هو فرض على الجميع!

وبعيدًا عن الجلسة التي تضم عددًا محدودًا من الأفراد فلنطبق ذلك على العالم كله الذي يدفعنا إلى ذلك، ولعل هذا هو السبب في تصدر الجهلاء الساحة والحديث بكل ثقة في أمور مهمة.

لا بل إنني أفضل أن يقول الواحد منا كلمات مثل: لا أعلم، لا أمتلك رأيا بخصوص هذا الأمر، أنا غير متحيز لأي طرف في هذا الموضوع،.... إلخ.

هذه الفكرة مريحة جدًا، وتزيح من علينا عبء قد يشتتنا. الحيادية تجاه بعض الأمور في الحياة أفضل لأنها تتيح لنا التركيز على الأمور التي تستحق فعلًا والتي ينبغي علينا امتلاك رأي فيها.

لأن امتلاكي رأي في موضوع معين معناه أنني سأضطر إلى التثقف حول هذا الموضوع، وهذا من شأنه أن يجعل مني إنسانًا يعرف قشور كل شيء بدون تعمق. وكل هذا بدون دافع حقيقي، ودافعنا هو امتلاك رأي لا غير.

لذا أنا مع تلك المقولة بقدر ما ولكن إلى الحد الذي لا يعيق تميزنا في مجالاتنا الأصلية.

هل أنتم مع المقولة أم ضدها، ولماذا؟