تعتمد ثقة الأطفال بأنفسهم ومواقفهم على قدرتهم على استخدام الكلام بفعالية. كلما تمكنوا من تطوير مهارات الاتصال الجيدة في وقتٍ مبكر، كلما كانوا مستعدين بشكل أفضل للحياة الاجتماعية بجميع جوانبها، سواء الحياة المدرسية أو الحياة في المنزل.

الآن، نواجه أزمة اتصال كبيرة ومتزايدة جراء ارتباطنا بوسائل التواصل التي ضيقت العميلة التواصلية المباشرة، وحالت دون تمكين أطفالنا من الانغماس في الواقعية التي تتيح التواصل الفعال والمثمر. لذلك، نستكشف كيفية دعم مهارات الاتصال القوية. بالإضافة إلى ذلك، سنلقي نظرة على أهمية تشجيع الأطفال على أن يصبحوا متحدثين فعالين.

كيف تبدأ مهارات الاتصال في التطور لدى الأطفال؟

من أول صرخة للطفل الرضيع، يتواصل الأطفال بوضوح مع من حولهم. وبحلول دخولهم نظام التعليم في مرحلة السنوات الأولى، يكون قد أرسيت بالفعل العديد من مهارات الاتصال من خلال مراقبة الآباء ومحاكاة الأسرة والأصدقاء. لذلك، نتساءل، كيف نستمر في هذه الرحلة نحو تشكيل متحدثين ومتكلمين ومفكرين ذكيين واثقين بهم بالغ الثقة. فالكلام والاستماع هما جوهر في عملية التعليم والتعلم.

ما هي فوائد مهارات الاتصال الفعالة بالنسبة للأطفال؟

·        تفتح المناقشة والتعاون في الفصل الدراسي العديد من الفوائد التي تجعل الأطفال في وضع جيد لبقية حياتهم.

·        تحسين القراءة وكتابة الدروس التي تركز على تحسين مهارات الكلام والاستماع - من خلال الأنشطة الموجهة في سياقات متعددة التخصص والمواضيع - تعزز من القراءة والتعلم بشكل عام.

·        رفع الثقة بالنفس، تزيد مهارات الاتصال الفعالة من ثقة الأطفال بأنفسهم عن طريق منحهم الثقة في التواصل مع من حولهم ووضع حدود وتطوير شعور بالفخر بأنفسهم.

·        تطوير الإبداع عندما يتمكن الأطفال من التواصل بشكل جيد، يمكنهم التعبير عن أنفسهم بطرق فنية أخرى. وهذا يتيح لهم تطوير جانبهم الإبداعي وتعزيز رفاهيتهم.

·        إثارة الخيال، إن التعبير عن المشاعر والأفكار يمكن للأطفال من خلالها أن يطلقوا ويطوروا خيالهم. نحتاج إلى اللغة الصحيحة ومهارات الاتصال لسرد القصص واختراع الألعاب واستكشاف أنواع مختلفة من اللعب. هذه مهارات تنموية أساسية.

·        رعاية التفكير المستقل التحدث مع الأطفال، وسؤالهم عن آرائهم، وتشجيعهم على مناقشة أفكارهم يعزز من قدرتهم على التفكير بشكل مستقل.

·        عندما تدعو تلاميذك لمشاركة أفكارهم، يتشجعون على تطوير آرائهم واكتساب الثقة بأنفسهم.

·        زيادة مهارات حل المشكلات، التواصل هو مفتاح حل المشكلات العملية. بفضل مهارات الاتصال القوية، يجد الأطفال حلاً للمشكلات ويستكشفون وسائل مختلفة للعمل معًا للتغلب على التحديات.

·        تطوير علاقات قوية، يساعد التواصل على تطوير والحفاظ على العلاقات مع من حولنا. لذلك، يتيح التواصل بفعالية للأطفال تكوين علاقات قوية مع المعلمين والأقران، مما يجعلهم يشعرون بالدعم والثقة.

ثلاث نصائح رئيسية لتطوير مهارات الاتصال للأطفال

  1. ساعدهم في توسيع مفرداتهم، كثرة المفردات تزود الأطفال بأدوات للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم.

لذا، لا تخش من استخدام جمل طويلة أو كلمات كثيرة أو تقنية معينة عند التحدث مع الأطفال. بهذه الطريقة، يمكنهم أن يتعلموا معانيها وكيفية استخدامها.

اللعب بالكلمات باستخدام عبارات لسانية صعبة وألغاز لتوسيع مفرداتهم؛ فجعلها ممتعة سيثير الاهتمام والحماس حيال الكلمات.

أظهرت أبحاث لعام 2018 أن أكثر من ربع الأطفال في المملكة المتحدة غير قادرين على التحدث بجمل كاملة، لذا من الضروري أن يكون لدى المعلمين التقنيات والمهارات اللازمة لسد هذا النقص.

  1. حثهم على استخدام مفرداتهم جديدة  وتوسيع مفرداتهم الجديدة لتطوير ثقتهم. اجعلهم يشعرون بالراحة عند محاولتهم، دون القلق بشأن النطق.

عندما يستخدمون كلمة جديدة في السياق الصحيح، اعترف بجهودهم حتى يشعروا بالفخر والثقة بأنفسهم للتحدث في المرة القادمة.

بعد كل شيء، يجب على الأطفال استخدام الكلمات التي يتعلمونها، لا معرفتها فقط في رؤوسهم، حيث أن مهارات التواصل الشفوي القوية ضرورية.

  1. قيم صوت التلميذ، قيمة صوت التلميذ تعمل على كل المستويات، من طرح الآراء في الفصل الدراسي إلى تعيين مجالس المدرسة.

امنح تلاميذك ملكية على تعلمهم وشجعهم على التعبير عن آرائهم وأسئلتهم وردود أفعالهم بثقة في جميع الحالات.

ما هي فوائد مفردات واسعة؟

 ستساعد المفردات الكثيرة تلاميذك في أن يصبحوا أشخاصًا واثقين يمكنهم التعبير عن أنفسهم، ووضع حدود، وتكوين علاقات إيجابية، وتحقيق أهدافهم في الحياة.

من خلال وجود مفردات غنية، يمكن للأطفال:

  • التعبير عن أنفسهم - الأطفال الذين يستطيعون التعبير عن أنفسهم شفويًا وكتابيًا يكونون أكثر ثقةً كأشخاص.
  • التعاون بفعالية - التواصل الناجح يساعد في التعاون الأفضل، حيث يمكن للأطفال تكوين روابط والعمل بانسجام وحل النزاعات.
  • وجود تعاطف - مفردة واسعة تزيد من الذكاء العاطفي وتشجع الأطفال على التفكير العميق، مما يؤدي إلى تعاطف أكبر.
  • معالجة المعلومات بسرعة - عندما تفهم كلمات أكثر، يمكنك أن تأخذ وتعالج المعلومات بسرعة أكبر، مما يساعد على تواصل فعال.

التواصل غير اللفظي

يراد بالتواصل غير اللفظي العملية التي تنقل الرسائل على شكل معان غير لفظية. تشير الأبحاث إلى أن غالبية تواصلنا هو غير لفظي، ويُعرف أيضًا بلغة الجسد.

لا شك أن التركيز على اتقان المواد الدراسية وتحقيق التفوق الأكاديمي والرياضي أهم ما نسعى إليه، في المقابل فإن مهارات التواصل الخاصة بنا لا تلقى أهمية كبيرة، وإذا وُضع التركيز عليها، يكون التوجيه فقط على الجانب اللفظي من التواصل.

وعندما نكبر، نواجه مشكلة عدم القدرة على التعبير عن أفكارنا بفعالية. تنمو مهارات التواصل بمضاعفات كبيرة في السنوات الأولى للأطفال. لهذا حان الوقت المناسب لتشجيع أطفالنا على التحدث والتعبير عن آرائهم بفعالية، باستخدام لغة الجسد والتعبيرات الوجهية بشكل مناسب، حتى لا تصبح مهارات التواصل عائقًا في نموهم. يمكننا ممارسة بعض النصائح التالية لتعزيز مهارات التواصل للأطفال:

·        شجّع طفلك على التحدث والتعبير عن أنفسهم بحرية منذ سن مبكرة.

·        لجعلهم واثقين، لا تحاول مقاطعتهم عندما يتحدثون. دعهم ينهون ومن ثم قل ما تريد.

·        اعمل على تطوير مهارات اللغة العربية بالإضافة إلى اللغات الأخرى المُتحدث بها في منطقتك حتى يكون طفلك مرتاحًا في التواصل بكلا الطريقتين.

·        التواصل غير اللفظي مهم بنفس القدر مثل التحدث أو الكتابة، لذلك شجع طفلك على استخدام لغة الجسد والتعبيرات الوجهية الصحيحة لتعزيز مهاراتهم في التواصل.

·        ساعد طفلك على فهم أهمية التعبير الوجهي الصحيح، والاتصال بالعيون، والجلوس ووضعية الوقوف لمساعدتهم في فهم كيفية التواصل بفعالية باستخدام الجسد.

·        شجع طفلك على المشاركة في الأنشطة اللاصفية في المدرسة مثل الرياضة والمناظرات. سيمنحهم ذلك فرصة للتفاعل مع المزيد من الأشخاص وسيطورون الثقة أيضًا.

·        كلما ارتكب طفلك خطأً أثناء الكتابة أو القول شيئًا، لا تنتقده أمام الآخرين. هذا يقلل من ثقة الأطفال بأنفسهم ويجعلهم يترددون أمام الآخرين. دائمًا قم بتصحيح أخطائهم بصبر وحب.

ختامًا - مهارات التواصل لدى الأطفال

بغض النظر عن مدى ذكائنا أو مدى تفوقنا الأكاديمي، إذا لم نكن قادرين على التعبير عن آرائنا بثقة وإذا لم نستخدم لغة الجسد الصحيحة لمطابقة مهاراتنا في الكلام ومعرفتنا بالموضوع، فإننا لن ننجح ولن نتفوق في الحياة.

لذلك، يجب أن نشجع جيلنا الصغير على فهم أهمية مهارات التواصل الفعالة جنبًا إلى جنب مع معرفتهم بالمواد إذا أرادوا النجاح في الحياة.