بينما نحن في العمل و تحديدا في منتصف النهار نشرع في الحكايات و قد تناولنا غداءنا ، فينطلق ذلك الشاب في الحديث عن قصة طبعاً سيكون هو البطل و يبدو عليه التأثر و التحمس فيسرد القصة و يحبكها حبكاً ، فنبقى مشدودين إلى قصته و منبهرين من بطولته ، و قد تغامز عليه إثنان منّا لعلمهما بخياله الواسع ، لكن يبقى الآخرون بين مشكك و متحسّرٍ كيف لا أكون بطلاً مثله ، إنه مغوار ، إنه شجاع وووووو ،

للأسف أصبح هذا واقعنا تقريبا كل شيء مزيف ، البطولة و الوعد و المروءة و الصداقة .

أصبح الكذب بمثابة التوابل التي تجمّل الحساء و تعدّله و تلذّذه .

حتى قال لي أحدهم لم أعد أثق حتى في خنصري

ترى أبطالا و لكنهم من ورق أول زخة مطر إلا وهم ركامٌ على الأرض ،

و ليست البطولة فقط فحتى الحكايات و الأحداث و الأرقام كلها أغرب من أفلام الكرتون ،

حتى أني مرة إحتقرت نفسي حين قارنتها بالآخرين الذين صنعوا مجدا خياليا خلته حقيقةً فجرحت كبريائي و نسفت كل مغامراتي .

للأسف الشديد هذه هي الحقيقة ، تخيلوا هناك من يعيش أحلاما يعلم أنها لن تتحقق و لكنه يصورها للمستمع إليه بطولةً قل نظيرها ،

مرةً قال أحدهم لصديقه أن صهره غني جدا و هو في الحقيقة فقير ، ماذا زاد ذلك أو أنقص فيك ،

إلا أنك حمّلت على ظهرك وزر الكذب