يقول جاك كانفيلد، عندما بلغت 18 سنة، كنت أشعر بالقلق التام حيال ما يعتقده الآخرون في شخصي ، وفي سن 40، أصبحت لا أبالي البتة بما يعتقده الآخرون، وعندما بلغت 60 سنة، أدركت أن أحداً لم يفكر في أبداً في الأصل.

تعبر هذه المقولة عن فكرة تطور الشخصية والتغيرات التي قد تحدث مع مرور الوقت. وفهم هذه الفكرة يمكن أن يساعدنا في التعامل مع القلق والاهتمام الزائد بآراء الآخرين.

في سن الثامنة عشرة، يمكن أن تعاني كشاب في مقتبل العمر، من قلق كبير حيال ما يفكر فيه الآخرون تجاهك. قد تسعى للقبول الاجتماعي والاندماج، و تعتقد أن آراء الآخرين فيك تحدد قيمتك الشخصية. ومع مرور الوقت وتجارب الحياة، يمكن للأفراد أن يتعلموا أن يثقوا في أنفسهم ويقدروا ذواتهم بصورة أكبر، وبالتالي يصبحون أقل قلقًا بشأن ما يعتقده الآخرون فيهم.

عند بلوغ سن الأربعين، قد يصبح لدينا مستوى أكبر من الثقة بالنفس والتجربة في الحياة. نتعلم أن نركز على أهدافنا الشخصية وما يعنيه بالنسبة لنا، وندرك أن آراء الآخرين لا يمكن أن تحكم حياتنا بالكامل.

وفي سن الستين، يصبح واضحا أن الكثير من الأشخاص لم يكن لديهم الوقت أو الاهتمام الكبير للتفكير فينا بشكل مستمر. يمكن أن ندرك أن الناس يشغلون بشكل عام بأنفسهم وأهدافهم الخاصة. و هنا نكتشف أن الاهتمام الزائد بآراء الآخرين كان مضيعة للوقت والطاقة لا أكثر.

يمكنكم البداية من النهاية، و اعتبار الحياة تجربة شخصية، و لا تخلقوا مساحة للآخر للتحكم في حياتكم.

لماذا نربط حياتنا بأحكام الآخرين؟ و كيف السبيل لتغيير زاوية نظرنا ؟ هل يجب أن ننتظر ستين سنة، أم أننا يمكن أن نخلق وعيا في العشرين؟