هكذا عبر كارل ماركس عن موقفه من المخترعات الحديثة التي جلبتها الثورة الصناعية ـ أواخر القرن الثامن عشر ـ وما صاحبها من تقدم تكنولوجي!
حيث رأى حينها أنه كلما زادت المخترعات التي تسهل من حياة الإنسان؛ كلما قل مجهوده وإبداعه!
بدون مقدمات وجدتني أتخيل سائلة... إن كان ما دفع ماركس لذلك الهجوم على التقدم التكنولوجي، هو إختراع الآلة البخارية وبعض وسائل المواصلات الحديثة نسبيا.. فتُرى ماذا ستكون ردة فعله لو جاء إلينا بزيارة خاطفة عبر الزمن!!..
تحديدا كيف سيتعامل مع ما حل بعصرنا نتيجة التقدم التكنولوجي، من غزوٍ للفضاء، وزراعةٍ للأعضاء، وواقعٍ إفتراضي، وذكاءٍ إصطناعي، وأنظمة إقتصادية قائمة على العملات الرقمية، وإختفاء للطبقات الإجتماعية التقليدية، وسمع عما لدينا من جدليات حديثة، تدور حول جدوى تطبيق Chat GPT، ونظارات Visio Pro بحياة طبقتي البرجوازية، والبروليتاريا على حد سواء!..
وغيرها الكثير والكثير من الظواهر التي لم يكن ليقوى حتى على تخيلها بحياته الأولى!...
دعونا الآن نخرج من عالم الخيال، ولنرجع إلى موضوعنا الأصلي، وهو أثر التقدم التكنولوجي، على إنتاجية الأفراد، سواء العقلية أو الجسدية..
خاصة في ظل ما نعايشه من حالة إنفجار معلوماتي؛ حيث دخلت العناصر التقنية لإدارة معظم شؤون حياتنا، دونما وعي من البعض بخطورة الاعتماد عليها بشكل كامل..
بالطبع لا ننكر أن التقدم التقني واحداً من أهم العوامل التي أدت إلى تطور المجتمع الإنساني، لكن ذلك لا يمنع من ضرورة التنبيه والتحذير من سوء استخدام أدوات التقدم التقني وتطبيقاته؛ إذ يمكنها تخليف الكثير من الآثار العكسية الخطيرة، صحيًا واجتماعيًا وثقافيًا.
برأيكم، هل كثرة المخترعات تتناسب عكسيا مع قدرة الإنسان على الإنتاج والإبداع؟!.. وما هو أكثر إختراع شعرتم بتأثيره على حياتكم؟
التعليقات