إن إدمان الموافقة على كُل شئ يُشكل عِبء كبير علينا كأفراد ويضعنا في ورطة بنهاية المطاف. يدور الأمر حول عملية" الحسم" أو القدرة على وضع حدود واضحة بين ما نوافق وما لا نوافق عليه دون الشعور بالخجل أو الذنب. لذا يجب أن نضع باعتبارنا أنه بموافقتنا فلن نحصل على ما نطمح إليه بل شئ أقل عِرفانًا وستتحول كلمة "نعم" إلى أمر مُسلم به لديهم.
وعلى عكس المُتعارف عليه فإن قول لا هو مهارة مكتسبة يمكن تعلُمها، كُل ما علينا فِعله هو فَهم الأساليب المُتخذة من الجميع بهدف الإستغلال فقط. تتمحور هذه الأساليب بين أسلوب الاستجداء الذي يتخذه البعض لاستغلال تعاطف الآخرين وأسلوب المديح والذي هو خادع بطبيعة الحال لأنه يتغلغل للشخص من ثغرة الغرور الشخصي فيشعر أنه مُطالب برد الجميل مقابل هذا الإطراء. والسؤال المُلح هُنا "هل يجب قول لا في المُطلق ؟" بالطبع لا .. وإنما يجب علينا فقط أن نتحرر من الأشخاص الذين يتخذوننا فريسةً سهلة لتحسين حياتهم على حساب وقتنا الشخصي وبموافقتك فإنك تتسبب في إهدار وقتك والذي هو أثمن عُملة لديك ، كُل لحظة تمُر من الحياة لا يمكن استرجاعها مرة آخرى والخطأ أن كثيرٌ منا يعيشون ظانين أنها لن تنتهي .. لذلك علينا جميعاً أن نختار كيفية استغلال أثمن عُملة لدينا. نحن لسنا مسئولين عن مشاعر أو أخطاء الآخرين، علينا أن نحترم ذاتنا ونجعلها أولوية حينها سيحترمها الجميع ولن يتخطاها أحد.
السر في تخطي الأمر يكمُن في أول عملية رفض فقط والتي في بادئ الأمر أن يتبعُها الإحساس بالذنب ولكن في النهاية يصبح في غاية السهولة .. لا تخاف ابدًا من العواقب فالراحة النفسية هي الأهم. وفي هذا الصدد ما هي تجاربكم السابقة ؟ وكيف تمكنتم من تخطي هذا الأمر؟
التعليقات