عقلية التغيير

عقلية التغيير هي فهم أسباب التغيير ، وإدراك أن كل مقاومة للتغيير ليست منطقية، التغيير يتمثّل عندي بتعبئة الآخرين ومساعدتهم ومساعدة نفسي أيضاً في تأمين رؤية جديدة للمستقبل. القيادة التي لديها عقلية متغيرة هي الحافز للمؤسسات لتنفيذ التغيير الذي يضمن برأيي النجاح والربح.

الغير القادرين على تبنّي عقلية التغيير برأيي أيضاً يغيّرون بمؤسساتهم، إذ أنّهم يقودون مؤسساتهم إلى الركود في نهاية المطاف. إذن، لماذا تواجه العديد من المنظمات صعوبات في إحداث تغيير حقيقي؟لإنّنا صدّق أو لا تصدّق في حقيقة الأمر نخاف من التغيير فعلاً، ولذلك نؤجّل البدء دائماً.

إننا برأيي علينا دائماً لكي نحافظ على عقلية التغيير أن نكون دائماً مدركين أمرين لا ثالث لهما:

• ضرورة التغيير: إنّ ما لا يتغيّر يتغيّر بالضرورة ولكن إلى الأسوء، هذه العبارة يجب أن يدركها كل من يخاف من الفشل والتغيير في حياته ليدرك أنّ للتغيير ضرورة، ضرورة لا يمكن تجنّبها ولذلك على كل شخص منّا التحرّك باتجاه تغيير مستمر في حياته وعمله وكل تفاصيل عمره.
• منافع التغيير الواعي: هناك من يترك مسألة التغيير على العالم وهناك من يوجّه هذا التغيير، أولئك من يوجهّونه يساهمون دائماً بصياغة أفضل نسخة من حياتهم، عادةً المنافع تأتي مُضاعفة لهذا الصنف من البشر.

التغيير هو من أدق اللحظات التي قد يواجهها اي انسان إذ أنه يعني بالضرورة تغييرا في أحد أنماط السلوك. وبما أننا كائنات العادة، فإننا نعتاد على أشكال محددة في حياتنا ولا نبتغي تغييرها إلا بحالة الإيجابية. وبما أننا ننتقل نحو التغييرات الإيجابية بأكثر الأحوال نتيجة جهودنا فإننا نكون مهيئين لهذا التغيير ولتبعاته ونقوم بكل ما يساعدنا على احتوائه (مثل الانتقال إلى وظيفة جديدة). إلا أن التغييرات الغير المتوقعة و التي تأتي فجأة فهي معظمها التي تقلب كياننا وتجعلنا نتغير لننتلائم مع الأوضاع الجديدة. وثمة جزء من التغييرات نتحضر له مثل الشيخوخة (بفتح حساب للشيخوخة مثلا) . وهناك تغييرات أخرى تضعنا فورا أمام الأمر الواقع فلا نستطيع استيعاب آثارها فعلا (مثل موت قريب). ففي هذه الحالةحتى وإن كان الفرد محضرا فيبقى للتغيير آثار لا يمكن محوها ولا يمكن التأقلم معها إلا بمرور الزمن. فالتغيير والزمن صديقين متلازمين لا منفصلين.

التغيير استراتيجية فعالة وفعل مُستحب جدًا ولكن في الوقت المناسب وفي الظروف المناسبة، وينبغي أن يكون مدروس جدًا قبل تنفيذه حتى تكون النتائج بنفس الفعالية وحتى تحقيق النتائج المرجوة ليس العكس.

وهذا ما يزيد الحاجة إلى وجود إدارة تغيير في الشركات والتي تهتم بتوجيه وإشراف على وضع وتنفيذ استراتيجيات التغيير الداخلية والخارجية وتيسيرها من البداية إلى النهاية، أي بدءًا من مرحلة التخطيط، التنفيذ. بالإضافة إلى كيفية التعامل مع التغييرات والتعديلات، طريقة التعامل مع التقنيات والاستراتيجيات الجديدة، التعديلات على العمليات الحالية، تحويل التسلسل الهرمي التنظيمي، وحتى ترسيخ مفاهيم التغيير داخل الشركة من أجل تحسين أداء الشركة وزيادة الإنتاجية لأقصى حد.

كما أن التغيير له أكثر من نوع ويحتاج لفهم وإدارة فعالة، مثل التغيير التحويلي، التغيير، التنموي/ التطويري، والتغيير الإنتقالي.

التغيير واقع ولا مفر منه، لا مانع أن يكون الشخص مرة جزءًا من التغيير وأن يكون هو مسبب التغيير في مرة أخرى، فهذا طبيعي للغاية. لن يتمكن الشخص من مسك زمام الأمور دائمًا، أحيانًا ستواتيه الظروف وستفرض عليه التغيير في وقت مفاجئ أو بشكل لم يخطط له فيضطر إلى بذل المحاولات للتكيف.

اهم شئ تقوم عليه برأي استراتجية التغيير على فكرة أنه يمكن تغيير سلوك الأفراد والمجتمعات عن طريق التفكير بشكل مختلف وتبني طرق جديدة للتعامل مع التحديات والمشكلات. وتهدف هذه العقلية إلى تحفيز الأفراد والمجتمعات على التفكير خارج الصندوق واعتماد نهج جديد وإيجاد حلول مبتكرة بدلاً من الاعتماد على الطرق التقليدية.

أيضا من المهم ان تقوم بتطوير القدرة على التعلم المستمر والتكيف مع التغييرات في البيئة المحيطة، حيث يتم تشجيع الأفراد على البحث عن فرص التعلم والتطوير المستمر لمهاراتهم ومعرفتهم. ويتم أيضًا التركيز على تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي والتعاون الفعال لتحقيق النتائج المرجوة، ولكن احيانا اتساءل لماذا لا يتم تدريس هذه الاستراتجية بشكل واضح ودقيق في المنهاج الدراسي؟