قانون باركنسون Parkinson's law ينص على أن العمل يتوسع لكي يملأ الوقت المتاح لإنجازه، مما يشجع على عدم إطالة مدة انجاز العمل، طوره المؤلف والمؤرخ التاريخي سايرل نورثكوت باركنسون Cyril Northcote #Parkinson . وظهر هذا المصطلح للمرة الاولى في افتتاح مقالته "الاقتصادي" The Economist،. وبعد ذلك تم التركيز على هذا المفهوم في واحد من مؤلفات باركنسون: (قانون باركنسون: السعي لتحقيق التقدم.)
المفهوم الأساسي لقانون باركنسون يتمحور حول فكرة انه يجب وضع ضوابط زمنية صارمة لإنشاء مهمة معينة حتى لا تستهلك وقتا أكثر من اللازم، فعلى سبيل المثال إذا أعطينا مهمة يتم تنفيذها في ساعتين مدة أسبوع كامل لتنفيذها، فإن المهمة، وعلى الصعيد النفسي، ستزداد تعقيدا وستمتد لتملأ فترة الاسبوع كاملة، وقد لا يتم ملأ الوقت الإضافي في الاسبوع بالعمل، بل بالتوتر الذي تسببه الحاجة الى انهاء المهمة، بناء على ذلك، عندما نقوم بتحديد المدة الصحيحة لإتمام مهمة معينة، فإننا بذلك نوفر الكثير من الوقت والمهمة ستبدو أقل تعقيدا.
كيف يمكن أن نطبق قانون باركنسون في حياتنا اليومية؟
● الجري عكس الساعة
قم بإنشاء قائمة بالمهام، وقسمها حسب الوقت الذي تستهلكه كل مهمة، ثم اعط نفسك نصف الوقت المحدد لإنجاز كل مهمة، ويجب أن تعتبر إنجاز كل مهمة في وقتها المحدد أمر غاية في الأهمية مثل أي موعد نهائي آخر. جزء من هذا القانون يتعلق برؤية المواعيد النهائية التي حددتها لنفسك مهمة جدا وغير قابلة للتأجيل، تماما كما المواعيد التي تحدد من قبل رئيسك في العمل أو عملائك.
استخدم الشوق الإنساني الغريزي للمنافسة لجعل هذا الأسلوب يعمل لصالحك، يجب أن تعمل ضد الوقت وتحاول جهدك أن تتغلب عليه وتعده منافس وخصم لك، بدون اتخاذ طرق مختصرة أو إعطاء نتائج أقل جودة من المطلوب. هذا الأمر سيساعدك خاصة ان كنت تواجه مشاكل في عدم أخذ المواعيد النهائية على محمل الجد.
في البداية، سيكون هذا الأسلوب بمثابة تدريب لك على تحديد الوقت الأنسب لكل مهمة، حيث يمكن أن تتوفق في تحديد الوقت الصحيح بالبداية، أو يمكن أن تمتد المهمة وتتجاوز الوقت المحدد، لذلك يمكنك تمديد وقت المهام التي تحتاج لفترات أطول، لكن لا تتسرع بالرجوع للوقت الأصلي حيث يمكن أن يتواجد فروق بينه وبين الوقت الصحيح.
إذا كنت تعمل على جهاز كمبيوتر، استخدام مؤقت رقمي يكون مفيدا جدا، بحيث يمكنك رؤية الوقت المتوفر لتنفيذ المهام و استغلاله بالطريقة الأمثل.
● اسحق حشرات عالم الانتاجية
عندما ننظر للعناصر الصغيرة التي تملأ وقتنا، مثل قراءة الأخبار والبريد الإلكتروني والتي قد تأخذ عشر أو عشرين أو حتى ثلاثين دقيقة من وقتنا، هذا ما نقصده بالحشرات في عالم الانتاجية، والتي تغدو مثل الآفة يصعب التخلص منها.
بدلا من استهلاك ثلاثون دقيقة في تفقد بريدك الالكتروني، اعط نفسك خمس دقائق، أو حتى تحدى نفسك وأعطها دقيقتين، لا تولي هذه الأمور أهمية حتى تقوم بإنجاز كل المهام الموجودة على قائمتك خلال اليوم، بعد ذلك يمكنك الانغماس في قراءة البريد أو متابعة الأخبار، ولا أنصحك بقضاء كل وقت فراغك في فعل ذلك أيضا.
هذه مهام حيث يشكل الجزء المهم منها 10%، بينما يشكل الغير مهم 90%، لذلك تابع في الأخبار مثلا الأشياء التي ستضيف شيئا الى عملك وتطور من مهاراتك، فعلى سبيل المثال، مطور الويب سيهتم بمتابعة التطورات الجديدة في مجاله، وهناك الايميلات التي تعد أيضا اولوية مهمة، فاجعل معاييرك بما يخصها صارمة، تابع ما هو ضروري واحذف كل ما هو غير لازم.
جرب #قانون_باركنسون وقلص وقت انجازك للمهام للحد الأدني، ولكن لاحظ الفرق بين الحد الأدنى والوقت الغير كافي، فأنت لا تريد أن تخسر عملك في نهاية الأمر.
التعليقات