في الرياضة كثيرًا ما يكون أنجح المدربين واللاعبين هم من يحفّزون أنفسهم بعقلية الحروب، بعقلية (أنا ضدِّ الشر) والذي يمثّلونه بكل من ينتقدهم أو يتمنّى خسارتهم.

هذه العقلية تجلَّت بشكل مبالغ به في وثائقي مايكل جوردان (الرقصة الأخيرة - The Last Dance) لمن يحبّ أن يشاهده.

الفكرة أنَّ هذه العقلية مسمومة، قد تجعل صاحبها يحقِّق الإنجازات، لكنِّه يعيش على نار تتقد كلّ يوم.

أفكِّر ماذا لو أخذنا من هذه العقلية ايجابياتها، وتجنّبنا سيّئاتها؟ 

ماذا لو، عندما جلسنا صباحًا لنضع خطة اليوم، والمواد التي نحتاج العمل عليها، أن نخصِّص بعض الدقائق للحديث عن عدو اليوم، وكيف سنحاربه على مختلف مراحل اليوم؟

—المُماطلة

— غيوم من السلبية

 — التفكير بالمستقبل

— لوم النفس. إلى آخره.

أن يكون عندك عدو ملموس، تراه وتحسّه، أفضل من أن تعامل المشاكل بتجريد. 

تستطيع أن تصوِّر عدو اليوم بصور قبيحة وبشعة، لتكون أقدر وأكثر تحفزًا على مجاراته. 

في الفترة الأخيرة، أرى شيطانًا يقرأ في رأسي: أتعرف لماذا تعيش في سلبية، أنتَ لستَ جيدًا كفاية! لماذا تتصنّع التماسك؟! فوِّض أمرك لي، اهرب من هذه السلبية معي!

صوّرته في رأسي على أنّه شيطان مُشعر الأنف، بارز اللسان أصفر اللون، يمتطي غيمة سوداء، أشبه الشياطين الدرك الأسفل بريتشارد دوكينز! 

والآن كيف سأخطّط ليومي بشكل يضمن عدم دخول هذا الشيطان في رأسي؟ 

بالإضافة لوضع الخطة اليومية، تذكرتُ أنّه ما يُريد الخير لي، تذكرتُ أني لو أطعته اليوم، سيأتيني من الطريق نفسه في كلِّ مرة، طريقه عدمي، بائس ومظلم. الطريق البديل يبدأ بأن أقول لنفسي: صحيح، أعيش في سلبية، لكن أستطيع أن أخرج منها بتصرّفات صحيحة صغيرة. 

والآن أيهما أفضل، تصرّف صحيح صغير يُخرجك من السلبية، أم الهرب منها مع شيطان سيأتيك من نفس الباب في كلِّ مرة!