ماذا تعرف عن رحلة البحث في الذات والصحوة الروحية

أهلًا بك في حسوب i/o بيننا أستاذ حامد.

لستُ أهلًا للفصل في هذه الأمور من الناحية العقائدية. لكن من وجهة نظري، قد أختلف مع هذا الطرح بمختلف الصور، وذلك لأننا بهذا نفتح الباب أمام مجموعة من التخبّطات العقائدية. تمثّل فكرة التعامل مع الغيبيات واحدة من القضايا التي تشغل بال الإنسان بصورة كبيرة. لكنه على الرغم من ذلك لم يره لها التأثير المادي المناسب في حياته، أو التأثير الواضح الذي قد يدفعه إلى العمل عليها أو الإيمان بها. وبالتالي فإن التعامل باستمرار مع الخوض في هذه الأمور الغيبية غالبًا ما يعرّض الإنسان للتضليل.

من أكثر المقولات التى أحبها فى مسألة الصحوة الروحية ، وقانون الجذب هى مقولة جلال الدين الرومى " ماتبحث عنه يبحث عنك " .

الفكرة تتعلق بتأثير أفكارك ، على قناعاتك وعلى تصرفاتك ، وبالتالى على حياتك بأكملها ، فنحن نتاج أفكارنا ومتقداتنا هى ما تحركنا ، ولكننا أحيانا نفقد البوصلة بداخلنا ، ونتخيل أننا لا نمتلكها ، فنصبح غافلين عن قوتنا ، ومقدار ما نستطيع تحقيقه ، فنتوقف عن السعى إليه ، نرفض التصالح مع ذواتنا ، فتخاصمنا حياتنا ، فى حين أن التقبل هو أحد أهم قوانين الحياة ، والذى يستدعى منا أن نبدأ بتقبل ذواتنا أولا ، ثم ننتقل منها لتقبل حياتنا ، عندها سنتمكن من العثور على الهدف من وجودنا ، وسنعثر على القسط اللازم من السكينة والهدوء ، تلك السكينة التى تحول الإنسان من كونه شخص إنفعالى ، عصبى ، إلى شخص أكثر هدوا ، لانه أصبح يمتلك قدرة أكبر على التقبل .

لا أعتقد أنّ هناك أيّ إشارة حقيقية سواء على مستوى الافراد أو الجماعات على تحقق هذه الصحوة بالمعنى التي تقصده حضرتك، نهائياً ولا في أي مجال، لا الروحي ولا التنويري ولا الإقصادي والمعرفي والتكنولوجي، كل شيء يُبنى على الحاجة، حاجة الفرد إلى أدوات كهربائية ستجعله يصحو على ذاته ومصاريفه ويقنّن ليتحصّل على ما يريد والصحوة الجماعية لهذا الأمر ستجعله بلد مُنتج لهذا المُنتج لكثرة استخدامه ورواجه.

وقس ذلك في كل الميادين، لا أحد يصحو من ذاته، كل شيء يُبنى على حاجة ما، هذه الحاجات تطلب وتتطلّب وإن كثرت تُسمّى صحوة، على أنّها حاجات كثيفة، كثيرة.

أهلا بكَ حامد!

الصحوة الروحية, هي ببساطة وبعيداً عن الممارسات الغريبة, الفهم العميق للتعاليم الدينية البسيطة وتطبيقها وتطبيقاتها في اليوم و الليلة. بدءاً من النهوض, والنية, كما الاعتماد و التوكل والهمة. الى الحارس والورد, والصلاة بكافة اجزائها المكانية, الزمانية, الروحية, الحركية. ثم العهد, التذكر, الممارسة, اعْمَال القلب, تجديد النية, المعضلات الأخلاقية التي تصادفنا في اليوم والليلة وكيف نحلها, التقبل, التواضع, الاستسلام والاعتراف بالضعف, المحدودية في الفكر والشعور والتصرف, العمل, ثم العمل بالجوارح مع التوكل والطمأنينة بالقلب. الاعتماد, الربط والترابط. التوجه, الرضى, القناعة, الحب, و النشر لكافة هذه المفاهيم على من هم حولك ويعيشون معك. هذا رأيي عن الصحوة. لا نستطيع ارتقاء السلم الى اعلى الدرجات ب قفزة واحدة.

جميل جدا