يمكن تعريف الانطوائية على أنها انعزال كلي او نسبي عن الاخر، وقد تختلف دوافع هذا السلوك حسب الشخص، فقد يعاني الانطواءي من قلق اجتماع على سبيل المتال، او انخفاض ملحوظ في نسبة الذكاء العاطفي.

و الانطوائية لا تقتصر بالأساس على الانعزال المكاني او الجسدي عن الآخرين، فهي حالة عقلية يعيشها الانطوائي بشكل متصل تتمتل في الانعزال الفكري عن المجتمع، فهذا الشخص دائما ما يبقى حبيس افكاره و خيالته و عوالمه التي خلقها داخل عقله.

مهما تعددت الأسباب المؤدية الا الانطواءية، فالسبب الرئيسي هو عدم مقدرة الانطوائي على تشارك افكاره مع شخص معين بشكل خاص او المجتمع بشكل عام، فداءما ما يضهر الانطوائي قدرات عقلية متفوقة و نظرة للعالم لا تتلاءم مع فكر الاغلبية التي قد لا تقابل آراءه إلا بالاستهزاء و الرفض او عدم الاكتراث، فيميل الى العزلة تفاديا لأي نقاش او جدال سيرهقه في محاولة لإقناع الاخر. و كسبب تاني للانطوائية نجد الانغماس التام في احد المجالات التي يبرع فيها هذا الشخص لدرجة الانقطاع التام عن الواقع.

والانطواءيون كما يشهد التاريخ، هم من غيرو مجريات العالم و كتبو مصير الكاءن البشري عبر العصور، لكن اليوم مختلف عن الأمس، فمع التقدم الرقمي الذي نعيشه، اصبحت الانطواءية امر اكتر جاذبية وسهولة، اذ توفر التكنولوجيا عالما يحاكي بل قد يتفوق على العالم الواقعي، يغني الانطواءي عن الآخرين، فاتسع نطاق هذه الظاهرة ليشمل فئة كبيرة من المراهقين و الشباب، وهنا يتحول هذا السلوك إلا حالة مرضية ذات عواقب وخيمة تستوجب العلاج.

و لعيش حياة أفضل على الانطواءي تقبل نفسه كشخص مختلف ، فالانطواءية بالرغم من أنها مسءلة ارادية و اختيارية، الا انها خاضعة لضغوطات و اكراهات اجتماعية ونفسية معقدة، و على هذا الشخص طلب المساعدة من أشخاص مقربين فذلك قد يخفف من حالته ، او يمكن الخضوع لعلاج نفسي ان اقتظى الحال.