قبل دراسة علم النفس، كنت أتساءل كثيرًا عن إدارة الوقت والفكر لكلّ من أبي وأمي ، وكثيرًا ما كنت أريد فك تلك الشفرة في اختلاف إدارة كلّ منهما لمسار حياته.

واستوقفني شعور أشبه بـ :- كيف لأبي لا يستطيع إلّا أن يركزّ كلّ طاقاته في أمرٍ بعينه ما إن يفرغ منه ينتقل لما يليه ، الآن أمر العمل وضبط ما فيه من مشكلات، غدًا سيأخذ قرارًا ما بشأن منزلنا، ومن بعدها سيزور صديقًا له، وهكذا .. ويكأنّها خطوة تلي خطوة ، دون أن تقفز إحداهما محلّ الأخرى.

أمّا أمّي، فباستطاعتها أن تجيد هنا وتؤدي هناك، تدير أمور المنزل وتلتفت للعمل وتلتقي صديقاتها لتُدلي بالنصائح وترعانا وتقوم بما نريد وتفعل الكثير بعجب شديد !

حتى توصلت للتفسير الذي أجاب عن كلّ تساؤلاتي وأزال حيرتي، وعلمت أنّ طبقًا لعلم النفس والدراسات على كلّ من فسيولوجية التفكير للرجل والمرأة، وُجد أنّ :-

الرجل عقله صندوقي ، ويكأنّه أقسام منفصلة لا يمكن لها التداخل ..

وبالتالي نجده يدير الأمور واحدًا تلو الآخر بتمعن ومن غير خلط.

أمّا المرأة فتفكيرها عنكبوتي، أشبه بشبكة متداخلة فيما بينها ، وبالتالي فبإمكانها التفكير والإدارة وحتى إنجاز أكثر من شيء في آن واحد .

لكن مازال لديّ تساؤل لم أجد له جوابًا، برأيك هل كون تفكير المرأة عنكبوتي يجعلها دائمًا في أرق وشتات؟ أو يسلبها راحة يتنعم به فكر الرجال ؟ أم هذه فطرة قطرها اللّه عليها وتستطيع التكيّف على كلّ هذا ؟