لأولئك الذين يهمّني شأنهم: أتمنى لكم العذاب والكآبة والمرض وسوء المعاملة والإهانات، وإحتقار الذّات العميق، وعذاب الشك في النفس، ومسكنة المهزوم.

هذه المقولة السابقة لنيتشه!

ربما تبدو سيئة للوهلة الأولى، لكن أرجوك أن تعد إليها وتفكر مرة ثانية...

هل يربي الإنسان ويغيره مثل ألم حقيقي؟ 

هل يعرف شخص ما الثقة في النفس الحقيقية بغير أن يتوه في غيابات احتقار الذات؟ 

هل يصل بنا شيء إلى اليقين مثلما يفعل الشك؟ 

وباعتبار الحياة لعبة تحاول أن تصل فيها لأعلى درجات التزكية، لماذا يخشى الإنسان الطرق الصعبة ما دامت هي التي ستوصله؟

دعنا من نيتشه، هناك ركيزة في علم النفس تقول أن الألم حتمي، لكن المعاناة اختيارية.

بمعنى أن كل البشر لا بد أن يتألموا، وحسن المعاملة أن يتألم الإنسان بكل ذرة في كيانه، ألا يهرب، وألا يكون شعوره، فقط يتركها تخرج، أما المعاناة فهي الوجه الآخر لحبس النفس، ألم فاقد المعنى إذا استطعنا نعته. 

ومنهما ننتقل إلى دوستويفسكي الكاتب الروائي الشهير، الذي صور أغرب أغرب دقائق النفوس، والذي سلط الضوء على الألم البشري بطريقة عجيبة!

وصور بعض الشخصيات التي تقول لنا بصراحة "الإنسان يتلذذ بالألم" "يحب شعور الشفقة"

ولو كان هذا الشعور متطرف وقوي لدى بعض المرضى، فهو موجود بنسبة أقل لدى كل البشر، كلنا استمتعنا بدور الضحية في زاوية ما بداخلنا! 

وغيرهم أمثلة كثيرة ناقشت الألم من نقطة غير اعتيادية على الإطلاق، بعضهم رأى الألم محاولة تطهيرية للسمو فوق المادة والصور، والبعض رأى الألم إنذار لكشف جراح قديمة ومعالجتها، وبعضهم وبعضهم، الآن السؤال عنك:

لو كنت فيلسوفًا لمدة دقيقتين، وفكرت طويلًا في تجاربك بالحياة، صف لي ماذا يعني لك الألم بطريقة شخصية مميزة عن المتعارف عليه؟ وهل أحببت ذات مرة ألمك؟