اجتمع والد مع أبنائه عندما أحس بدنو أجله وقال لهم إنني لم أترك لكم أموالا ولا أرضاً و لا ذهباً ولكن تركت لكم عملا ترثون منه إخلاصا وأمانة وقال لهم أيضاً العمل ثروة ... العمل أمانة .... العمل شرف .
فهل فعلا العمل ثروة حقيقية؟
نعم العمل ثروة، وكما يقال يعاني المرء من عدم العمل أكثر مما يعانيه من العمل، فانشغال الإنسان بشيء نافع بحد ذاته أمر جيد، بغض النظر عن العائد المادي.
كما أن العمل ليس محصورا في المأجور منه، وليس طريقة فقط لكسب المال، والعمل التطوعي خير دليل على ذلك.
يكسب المرء من تطوعه الفخر، والسيرة الطيبة، ويكسب أصدقاء ومعارف، تجارب وخبرة، كل ذلك يعتبر كسبا.
في الواقع أرى أن العمل ليس الثروة الحقيقية وإنما الوقت هو الثروة الحقيقة أي نعم ربما سأحقق النجاح من خلال العمل ولكن ماذا عن سعادتي؟! وماذا إن أصبحت عبيدة للعمل؟! ربما في البداية قد تروادنا أفكار أنه من خلال عملنا سنكون سعداء، وسنجني المال ولكن بعد ذلك يتبين لنا العكس تمامًا، تشعر بأن الامر انتهى بنا كعبيد. لم نعد نشر بالراحة والاستقرار والسعادة. أيضًا ماذا عن حياتنا الخاصة وعلاقتنا مع الاخرين، هل يستحق التضحية بهذه الامور من أجل العمل؟!
نصيحة اللاب لابناءه هنا الغرض منها أن العمل شيء مهم لمواصلة الحياة وأراد منهم الاعتماد على أنفسهم. ولكن برأيي العمل ليس هو الثروة الحقيقية بل هو سيلة لتحقيق غاية. فالثروة الحقيقية هو الوقت الذي نقضيه في تنمية مواهبنا وهوايتنا والتطوير من أنفسنا إلى جانب الجلوس مع أحبتنا وقضاء وقت أطول معهم.
التعليقات