إن الإنسان منذ لحظة ولادته يبدأ بجمع المعلومات وتشكيل فكرته عن الوجود، وكثير من الدراسات تؤكد على أهمية مرحلة الطفولة وقدرة العقل الكبيرة على الحفظ والتخزين كما قال أجدادنا "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" فهي تؤثر بشكل كبير على قراراتنا ومستقبلنا وطريقة تفكيرنا وشخصيتنا لذا من المهم أن يدعم الآباء أبناؤهم في هذه المرحلة، ولكن هل تنحصر فاعلية التعلم والقدرة على التخزين في سنوات الحياة الأولى؟

يرى الباحثون أن للعقل قدرة مهولة على تخزين المعلومات إذ تشير التقديرات أن العقل البشري يمكنه تخزين ما يفوق مليون غيغابايت من البيانات، وهو ما يقدّر بنحو 4.7 مليارات كتاب، مما يؤكد أن عملية التعلم يمكن لها أن تكون عملية مستمرة مع تقدمنا في العمر.

و بالعودة للاقتباس، يمكن القول أن أي تقدم يحرزه العقل يبقى محفوظًا وفي الحقيقة لا يمكن التخلي عنه، بيد أن الجمود الفكري والعقلي الذي يصيب الكثيرين، قد يجعلنا نظن أن استيعاب المرء تراجع، لكنني أظن أن العقل لا يتراجع ولا يهدم ما بناه وتعبير آخر لا يعود لحجمه الطبيعي! فنحن لا يمكننا أن نتخلى عن حالة الوعي التي بنيناها في سنواتنا الأولى والعودة لحالة الجهل التام، لا أحد يعود طفلاً...

إن العقل البشري مذهل بالفعل، ولذا فأشارككم تساؤلي، ما الأسباب التي تقف وراء تراجع القدرة على التعلم كلما تقدمنا في العمر؟

وهل تعتقدون أن العقل قد يصل حالة من الإشباع ولا يعود بعدها قادرًا على استقبال أي فكرة جديدة؟ أم أن قدرته غير محدودة؟