تعود كثير من تفسيرات علم النفس التطوّري إلى أمرين رئيسين: البقاء والتكاثر. حتّى وإن امتعضنا من تبسيط رغبات البشر إلى هذا الحد.

إذا كانت هناك فتاة تُريد الاقتراب منها، والحديث معها تمهيدًا لاجتماع وتزواج، ألا يعني هذا أن ذلك سيزيد فرص البقاء والتكاثر، فنزداد بذلك حماسًا وتصميمًا؟

لماذا إذن نشعر بجانب هذا الحماس بالقلق والتوتّر من الاقتراب من تلك الفتاة، فترى هذا يتعلثم، وترى ذاك يُخفي نواياه بل قد يقول عكسها؟ لماذا كلّ هذه الأعراض الجانبية لشيء قد يساعدنا على البقاء؟

رغم أنَّ الرفض من الفتاة ليس شعورًا مُميتًا، إلّا أنّه يؤذينا من ناحيتين:

خوف الانتقام

في مجتمع الكهوف، إذا -لا قدَّر الله- عُمِّيتَ عن معرفة حقيقة هامّة، وهي أنَّ الفتاة التي تريد الاقتراب منها قد تكون مرتبطة، فهذا سيؤذي جزئية "البقاء" بشدِّة، فصاحبها قد يأتي للانتقام منك، أو لعلَّه أسوأ، يتحالف مع مواليه ثأرًا منك، فيحطمون رأسك بالحجارة ويهشمونه، ويقتلعون عينيك إذ لا فائدة منها.

خوف الرفض

الشعور بالرفض من فتاة مؤلم، لكنَّ الرفض في سياقاته الحديثة لا يعبِّر عن الألم الحقيقي. ففي الماضي حين كانت القبيلة صغيرة والمجتمع مُتواصل، كان الرفض من فتاة يعني انتشار الخبر بين فتيات القبيلة، وثمَّ اعتقادهن أنّ الفتى المرفوض لا يملك ما يليق من الجاه والسمعة، فلم يكن كفوًا للفتاة.

هذا سيؤثِّر على جزئية "التكاثر" وقد يعرِّضك لاحتمالية أن تُمسَح جيناتك من على وجه الأرض.

حتّى عند أمهر الناس، الاقتراب من الفتاة يُشكِّل مُخاطرة تطوّرية، قد لا نُعاني من آثارها في عالم مُتحضِّر يسوده القانون، لكنّ جذوره مُتأصلة فينا، وأكبر من أن تُمحى.

ولنُعطي نصيحة تنبثق من هذا الحديث، في المرَّة القادمة تأكَّد أنّها عزباء بلا بعل وصاحب، وصوِّب نحو فتاة ليست أعلى منك جاهًا ومكانة، وستجد القلق قد قلّّ من تلقاء نفسه😁