يشير علم النفس التطوري أن الحب هو الانجذاب لتمرير الجينات والتكاثر، ولذا فالسؤال هل تعتقدون أن الحب من الطبيعة البشرية أم أنه غطاء ثقافي وحضاري لغريزة البقاء؟
الحب هل هو طبيعة بشرية أم أنه غطاء ثقافي للغريزة؟
الحب هل هو طبيعة بشرية أم أنه غطاء ثقافي للغريزة؟
من وجهة نظرٍ علمية ومنطقية بحتة، لا نستطيع أن ننكر أنه غطاء ثقافي للغريزة. لكن من جهة أخرى، وبنظرة أكثر اتساعًا، لا يعني ذلك بالتأكيد أنه غير موجود، فتفسير الحب، أو المشاعر بشكل عام، على أساس طبيعتها الجينية والكيميائية شيء لا يعني أي إنكار لوجوده، ولا يعني بالضرورة أن فهمنا أو تفسيرنا لطبيعة هذه الجوانب أننا في حاجة إلى التخلّص منها، فمشاعرنا وما نخضع إليه من تغيرات يجب علينا أن نتصالح معها، وأن ندرك أننا بشر في النهاية، لا يسعنا سوى الاستسلام لطبيعتنا. لذلك فإن تسميتنا له بـالحب أو بالـغطاء الثقافي أو بـالطبيعية الجينية والكيميائية أو أي شيء آخر لا ينقص من جمال هذا المفهوم شيءٍ.
فإن تسميتنا له بـالحب أو بالـغطاء الثقافي أو بـالطبيعية الجينية والكيميائيةأو أي شيء آخر لا ينقص من جمال هذا المفهوم شيءٍ.
أعتقد أن بعض تجارب الناس واحساسهم تجعلهم لا يخضعون لتفسيرات منطقية كهذه، وقد يأتي قائل فيقول أن المشاعر هي أمور روحانية وهي ارتباط للأرواح، وأن الحب فيه شيء من القدر ليس غريزيًا، وهذا يفسر الكم الهائل من الأشعار والروايات التي موضوعها الحب، فكيف يمكن الفصل بين الحقيقة العلمية والمبالغة في إعطاء تفسيرات غير منطقية للمشاعر؟؟
لا أتذكر من قائل هذه العبارة " أي شئ يفعله الإنسان دائماً يكون للفت الإنتباه أو غريزة البقاء" وأعتقد أن الحب البشري يجمع بصفة بحته بين الإثنين؛ بحثاً عن الإهتمام من النوع الآخر وضمان عيشه لغريزة البقاء.
ما يحيرني حقاً هل التفاعلات الكيميائية الناتجة من جسدك نتيجتها هوي وحب تجاه شخص يُعد حباً حقاً؟!
هل التفاعلات الكيميائية الناتجة من جسدك نتيجتها هوي وحب تجاه شخص يُعد حباً حقاً؟
هذا هو السؤال المهم، فإذا كانت مشاعرنا عبارة تفاعلات كيميائية، فما حقيقة المشاعر، وماذا تعني دواوين الشعر التي كتبت مثلاً!
إن هذا يجعل كل حقيقية المشاعر على المحك
أعتقد أنه غريزة فطرية؛ فالشعور بالحب تجاه عائلتنا وأصدقائنا، وحتى المجتمع الذي ننتمي إليه هو إحدى الطرق التي نجا بها البشر على مر الازمان، فهو شعور يجعلنا نهتم ونعتني ببعضنا البعض. وحتى لو نظرنا للحيوانات، فسنجد عندهم سلوك فطري لحماية ذريتهم والاهتمام بهم. ولكن برأيي البيئة والنشأة لهما تأثير محوري في زيادة هذه الغريزة أو تحولها لشيء أخر قاس. فعلى سبيل المثال، إذا كان مقدمو الرعاية الأوائل لدينا يتفاعلون معنا بقسوة أو يهملوننا، فإننا نتعلم أن هذا هو ما يبدو عليه الحب وفي المستقبل سنطبق هذه المعرفة في علاقاتنا مع الأخرين وفي تربية أطفالنا.
بالنسبة لي الحب هو مصطلح بسيط يخفي من تحته مجموعة من السلوكيات البراغماتية التي لا نتقبل أن تكون فينا كما أنه تم توجيهنا أن الحب هو شيء نبيل فيه صفات الكمال ....إلخ
فالبنسبة لي كل العلاقات هي علاقات براغماتية تعتمد على المصلحة والحب هو أبرزها فعندما نطرح سؤال بسيطا "لماذا أحببت هذا الشخص ولم أحب الآخر؟"
سنجد الشخص الذي أحببناه هو شخص يقدم لنا الكثير ربما يفهمنا أكثر، نرتاح معه أكثر أو يسعدنا ... المهم له تأويلات كثير غير تلك الساذجة وهي الحب.
أما أنه طبيعي أم غطاء ثقافي للغريزة؟
أنا أميل للرأي الثاني فليس هنالك شيء إسمه الحب وكما قلت سابقا هو تحديث لغرائزنا وعرضها بطرق مختلفة تتناسب مع المجتمع المعاصر لها فمن السيء الآن أن ألتقي بشريكي وأقول له فل نعش غرائزيا، سيشعر الشريك مباشرة أنه مجرد أدات وتهميشا لوجده وكينونته وبما أننا عكس كل الكائنات الأخرى فنحن نحب الوهم ولا نقبل التعامل المباشر وهنا يأتي دور الحب الذي يجعل للغريزة ملمسا رائعا في الواقع
التعليقات